أعلنت السلطات في السودان حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر بسبب الفيضانات التي ضربت البلاد، وراح ضحيتها العشرات. واعتبر مجلس الأمن والدفاع الوطني أن السودان يعتبر الآن "منطقة كوارث طبيعية"، وقد غمرت مياه الفيضان مساحات شاسعة، كما بيّنت صور التقطتها أقمار اصطناعية. وقال وزير الري السوداني ياسر عباس، الثلاثاء، إن الخرطوم سجلت أعلى منسوب للنيل في التاريخ، مضيفاً "منذ اليوم سنشهد انخفاضا تدريجيا للنيل.. ولن تكون هناك زيادة في مناسيب النيل في الأيام المقبلة". كما أكد في مؤتمر صحفي، أن هطول الأمطار بغزارة هو السبب الأساسي في فيضان النيل التاريخي. وأضاف أن "تخزين المياه في خزانين رئيسيين في السودان قلل من حجم الكارثة ولولا ذلك لحدثت كارثة كبرى"، نافياً حدوث تشققات في سد جبل الأولياء جنوبالخرطوم. وأوضح أن الغرض من إشاعة أن هناك تشققا في خزان جبل أولياء هو إشاعة الرعب وهو كلام غير مسؤول، وأن سد النهضة ليس سببا في فيضان النيل. ويعود سبب فيضانات السودان إلى ارتفاع منسوب مياه نهر النيل الأزرق، الذي يلتقي النيل الأبيض في الخرطوم، بشكل وصفه الخبراء والمسؤولون بالتاريخي والذي "لم يشهدوه منذ بدء رصد مستوى المياه في النهر عام 1902"، فالسيول والفيضانات في فصل هطول الأمطار في السودان حدث تشهده البلاد سنويا تقريبا، لكن فيضانات هذه السنة هي الأكبر والأشد ضررا، متجاوزة في دمارها فيضانات عامي 1946 و1988 التي كانت تعتبر الأسوأ، إذ وصل الفيضان مناطق لم تصلها مياه النهر من قبل، وما زالت مناطق أخرى في مجرى النيل مهددة، مع تواصل ارتفاع منسوب المياه. وربط البعض، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الفيضان بسد النهضة المتنازع عليه بين أثيوبيا ومصر لكن خبراء ومسؤولين سودانيين نفوا علاقة سد النهضة بالفيضان، وأكدوا عدم صحة "فرضية" تخفيف الضرر برفع بوابات السد العالي في أسوان المصرية. وتهدد الفيضانات التي يشهدها السودان إثر ارتفاع منسوب مياه نهر النيل بمحاصرة مواقع أثرية مهمة شمال العاصمة السودانية الخرطوم. وهناك تحذيرات من أن آثار منطقة "البجراوية"، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي، باتت مهددة جراء الفيضانات، وتعمل السلطات على ضخ المياه وحماية المواقع الأثرية ببناء جدران من أكياس الرمل. وقد شهد السودان هطول أمطار غزيرة وفيضانات في الأسابيع الماضية، وهو ما أدى إلى مقتل مئة شخص تقريبا، وأعلنت الحكومة حالة الطوارئ.