عاد اليوم الثلاثاء 15 سبتمبر 2020، أكثر من مليونين و215 ألف تلميذ إلى مقاعد الدراسة بشكل تدريجي بعد انقطاع دام ستة أشهر، في ظرف صحي استثنائي بسبب تفشي عدوى فيروس كورونا. وعلّق حسن عبد العزيز الشك منسق جمعيات تنسيقية "اولياء غاضبون"، على العودة المدرسية في ظل انتشار عدوى فيروس كورونا في تونس طالت بعض المؤسسات التربوية وتفاقم مخاوف الأولياء. وقال في تصريح لموقع "الجريدة"، اليوم الخميس 15 سبتمبر 2020، أنهم يثقون في قرارات اللجنة العلمية لمجابهة كورونا رغم أن التّخوف موجود ، ولكنه يعيب على هياكل وزارة التربية الاعلان المتأخر عن العودة المدرسية لأن وباء كورونا منتشر في بلادنا وفي ظل غياب لقاح ضد الفيروس وضرورة التعايش مع الوباء، كان يجب تقديم السيناريوهات الممكنة منذ فترة لأن الاعلان عن القرارات جاء بسرعة دون برنامج واضح على مستوى البرامج التعليمية والمنهجية التي سيتم اعتمادها خاصة فالتلاميذ انقطعوا عن الدراسة منذ 6 أشهر ولا أحد يعرف كيف سيكون البرنامج التعليمي. وأضاف أن وزارة التربية أعلنت عن تخصيص 4 أو 6 أسابيع الأولى من العودة المدرسية لاستكمال برنامج السنة الفارطة لكن الأولياء في حيرة من أمرهم من هذا الإجراء الذي وصفه بغير الجدي.. وأوضح أن الوزارة أعلنت يوم 8 سبتمبر عن تاريخ العودة وهو "عيب كبير" لغياب التنسيق واعتماد اجراءات هزيلة..لأن العالم كان على استعداد لموجة ثانية من فيروس كورونا وتم الاستعداد لذلك، وكان يجب الإعداد للعودة المدرسية منذ شهر جوان أو جويلية..في حين أن الهياكل المسؤولة في بلادنا "شبعت نوما" وفق تعبيره، والأخطر من فيروس كورونا هو اللامبالاة..فالاولياء مستاؤون من سرعة اتخاذ الاجراءات واللامبالاة والاستخفاف بالأولياء والتلاميذ دون وضع برنامج مدروس مسبقا. ووجّه دعوة للاولياء بضرورة الحذر واليقظة لحثّ ابنائهم على التباعد وغسل اليدين دون تخويف او ازعاج بتكرار يومي غير ممل لتحسيسه بسلامته الجسدية واخذ احتياطاته لمنع تفشي العدوى إلى جانب تكوين لجان مضيقة للعمل على المساهمة في تنظيف المدارس وتعقيمها، كما دعا الوزارة الى تشريك الاولياء في كل ما يتعلق بمنظومة التعليم فالعلم والتقنية لا تنحصر على المدرسين او الهياكل الادارية فقط وانما تشريك الاولياء واقحامهم في المنظومة التربوية، على حدّ تعبيره. وللإشارة فقد طال فيروس كورونا بعض المدارس حيث ثبت إصابة 4 مدرسين بالمدرسة الابتدائية بمنزل النور بفيروس كورونا منذ يومين، كما تم إصدار قرار غلق روضة أطفال بمدينة بني خلاد، بعد ثبوت إصابة منشطة تعمل بهذه المؤسسة بفيروس كورونا، ومن جهته قال وزير التربية فتحي السلاوتي، إن الوزارة قد تضطر إلى غلق مؤسسات تربوية في حال تفاقم انتشار الفيروس، غير أنه دعا كل المتدخلين في العملية التربوية إلى إنجاح العام الدراسي الجديد وتدارك المناهج المتخلّفة من العام الماضي. وكان زير التربية فتحي السلاوتي، أكد حرص الوزارة على تدارك عدد من النقائص المتعلقة بتأمين عودة مدرسية آمنة واستكمال الاستعدادات في الأيام القليلة القادمة لتوفير أفضل الظروف الممكنة لهذه العودة المدرسية الاستثنائية، وذلك لدى مرافقته، صباح اليوم الثلاثاء، رئيس الحكومة في مواكبته، انطلاق العودة المدرسية 2020/2021 بالمدرسة الابتدائية " الشهيد سامي المرابط بأكودة "، من ولاية سوسة. وبين السلاوتي أن الاعتمادات المستعجلة التي أعلنت عنها رئاسة الحكومة أمس والمخصصة للانطلاق فورا في صيانة 400 مؤسسة تعليمية سيتم صرفها في أقرب وقت ممكن على أن تنتهي عديد الاشغال الضرورية قبل يوم 15 أكتوبر القادم. دعت الناطقة الرسمية باسم وزارة الصحة نصاف بن علية الأولياء الى عدم الخوف على أبنائهم من عدوى فيروس كورونا مشيرة الى أنه ثبت أن الأطفال لا يصابون بحالات خطرة كثيرا ولا ينقلون العدوى بصفة كبيرة ولكن يمكن أن يكونوا معدين. كما دعت الأولياء الى تعليم أبنائهم قواعد النظافة وطريقة تطبيق الإجراءات الوقائية من فيروس كورونا المستجد من خلال ارتداء الكمامات (بالنسبة للأطفال الذين تتجاوز أعمارهم 12 سنة)، وغسل اليدين بالماء والصابون أو المطهر الكحولي عدة مرات في اليوم... .