يعود التلاميذ في تونس الى المدارس يوم 15 سبتمبر المقبل موعد افتتاح السنة الدراسية، وسط مخاوف من أوليائهم في أن توفر العودة مناخا ملائما لانتشار العدوى بفيروس كورونا المستجد. وتلتقي هواجس الأولياء ازاء عودة الدروس، مع تأكيدات الأطباء في انتفاء تسجيل صفر خطر للاصابة في المدارس والمعاهد الثانوية التي تستقطب أكثر من 2 مليون تلميذ موزعين على أكثر من 6 آلاف مؤسسة. تقول مفيدة أم لطفلين يدرسان بالتعليم الاعدادي، " لم نتلق اية تطمينات من وزارة التربية بشأن قرار الحكومة تثبيت يوم 15 سبتمبر كموعد لافتتاح الموسم الدراسي"، ملاحظة، أن ضعف امكانيات الدولة يحول دون فرض تطبيق البروتكولات الخاصة بتنظيم عودة الدروس. ووصفت قرار تحديد موعد افتتاح السنة الدراسية، ب »المغامرة غير محمودة العواقب بالنظر الى مخاطر تفشي العدوى بالمدارس"، منتقدة، عدم تشريك الأولياء في تحديد موعد عودة أبنائهم الى المدارس في ظل ظرف صحي وصفته ب »الاستثنائي". وتشير بسمة وهي ولية لتلميذ، مسألة استئناف الدروس لا تقتصر على الجانب التربوي بل تشمل تنظيم قطاعات أخرى ذلك أنه يجب ضمان توفير معايير السلامة والتوقي من كورونا بوسائل النقل المدرسي. من جهتها أكدت إيمان قائلة "سأوفر الكمامات والسائل الكحولي المعقم لابني لكن ليس كل الأولياء يقدرون على توفير مستلزمات الوقاية"، مشيرة، الى أن فلذة كبدها حرص خلال العام الفارط يوميا على ارتداء الكمامات لدى مشاركته في مناظرة الالتحاق بالمدارس الاعدادية "(السيزيام) " لكنه تخلى عنها بمجرد اختلاطه بزملائه الذين كانوا لا يرتدون كمامات. في المقابل اكتفى المكلف بالاتصال بوزارة التربية محمد الحاج طيب بتجديد التأكيد على وجود لجنة مشتركة بين وزارتي الصحة والتربية تعمل على اعداد البروتكول الصحي الخاص بالعودة المدرسية. وافاد في تصريح ل(وات)،ان هذه اللجنة ستقر كافة الاجراءات الوقائية لمجابهة أي طارئ صحي تزامنا مع العودة المدرسية، معتبرا، أن الوقت كاف امام اللجنة لاتمام كل الاجراءات الضامنة لحماية سلامة التلاميذ والاطار التربوي قبل حلول موعد العودة المدرسية. ومن وجهة نظر اللجنة العلمية القارة لمجابهة فيروس كورونا المستجد، فان تأمين الوقاية بالمؤسسات التربوية يتطلب اقرار التباعد الجسدي بين الأطفال في المؤسسات التعليمية، وفق ما ذكره عضو اللجنة العلمية القارة لمجابهة فيروس كورونا المستجد حبيب غديرة. وأفاد بأن الدراسات والبحوث العلمية خلصت الى أن غالبية الأطفال ليسوا عرضة للاصابة بمرض كورونا ولا يمكن أن تنتقل العدوى بينهم في حال اصابة بعضهم بأعراض طفيفة، معلنا، أن الأولياء مدعوون الى عدم السماح لأبنائهم التلاميذ بالذهاب الى المدارس بحالة اصابة أي من أفراد عائلاتهم بمرض تنفسي . وكشف غديرة، أن البروتوكول الصحي الخاص بالعودة المدرسية لن ينص على الزام التلاميذ بارتداء الكمامات الصحية، مشيرا، الى أن البروتكول يفرض على الاطار التربوي والاداري بالمؤسسات التربوية ارتداء الكمامات لوحدهم.