راج الحديث مؤخرا عن اعتماد استراتيجية مناعة القطيع في تونس خاصة مع تطور الوضع الوبائي وارتفاع وتيرة عدد الاصابات ووفيات كورونا. رئيسة المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة والناطقة باسم وزارة الصحة نصاف بن علية أكدت أنه ''علينا النظر في الثمن التي دفعته الدول التي اتبعت هذه الاستراتيجية ونحن لا يمكننا دفع تلك الفاتورة الباهضة'..فكل وفاة هي خسارة للعائلة والمجتمع ونحن هدفنا حماية أرواح الناس وتحقيق المعادلة بين الأمن الصحي والحفاظ على الحياة الاقتصادية والاجتماعية''، وفق تعبيرها ، وأن مناعة القطيع ليست هي الحلّ لأن أرواح الناس ثمينة. وفي السياق نفسه، كذبت منظمة الصحة العالمية المزاعم التي تفيد بأن ما يعرف ب"مناعة القطيع" قادرة على وقف انتشار فيروس كورونا، و اعتبر مديرها أن هذا الأمر "غير أخلاقي" و أن "مناعة القطيع" تعتمد في حالة وجود لقاح، حيث يتم تطعيم نسبة كبيرة من السكان ما يحمي بقيتهم. ونبهت منظمة الصحة العالمية من خطورة المزاعم التي تراهن على ما يعرف ب"مناعة القطيع" لوقف احتواء انتشار فيروس كورونا، وحذر المدير العام للمنظمة من مغبة ترك فيروس كورونا يتفشى على أمل الوصول إلى ما يسمى هذه المناعة، واصفا هذا الأمر بأنه "غير أخلاقي"، محذّرا من دعوات في بعض الدول للسماح بتفشي كوفيد-19 إلى أن يكتسب ما يكفي من الناس مناعة يتطلّبها عادة كبح التفشي. واعتبر أن"مناعة القطيع هي مفهوم يستخدم للقاحات، يمكن من خلاله حماية شعوب من فيروس معيّن إذا تم التوصل إلى العتبة المطلوبة للتلقيح"، حيث قال إنه بالنسبة لمرض الحصبة على سبيل المثال، في حال تم تلقيح 95 بالمائة من شعب معيّن، تعتبر نسبة الخمسة بالمائة المتبقية محمية من تفشي الفيروس. وأوضح أن النسبة التي يعتبر فيها شعب معيّن محميا من مرض شلل الأطفال هي 80 بالمائة، حيث "يتم التوصّل إلى مناعة القطيع عبر حماية الشعوب من فيروس ما، وليس بتعريضهم له"، و أن "مناعة القطيع لم تستخدم على الإطلاق في تاريخ الصحة العامة إستراتيجية في التصدي لتفشي فيروس ما، فكيف بالأحرى (في التصدي) لجائحة". وتعني "مناعة القطيع" إمكانية حماية الأفراد من فيروس ما، بعد تحصين أعداد كبيرة من السكان باللقاح المضاد للفيروس، حيث أضاف المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن "مناعة القطيع تتحقق بحماية الناس من الفيروس لا بتعريضهم له"، وأن هناك العديد من الخيارات والتدابير التي يمكن للدول فعلها والاستمرار في القيام بها بهدف التحكم في تفشي الفيروس وإنقاذ الأرواح مشيرا الى "إن الأمر ليس مسألة خيار بين السماح للفيروس بالانتشار بحرية أو إغلاق مجتمعاتنا". من جهتها قالت ماريا فان كيركوف كبيرة الخبراء التقنيين في منظمة الصحة العالمية إن التقديرات، تفيد بأن ما نسبته 0,6 بالمئة ممن يصابون بكوفيد-19 يموتون، وتابعت "قد لا يبدو هذا الرقم كبيرا"، لكنها شددت على أنه رقم "أعلى بكثير مقارنة بالإنفلونزا"..و أن نسب الوفيات ترتفع بشكل كبير مع التقّدم في العمر. حذرت منظمة الصحة العالمية، من اتباع نهج مناعة القطيع في التعامل مع فيروس كورونا، وجاء ذلك في الوقت التي بدأت عدة دول، اتخاذ إجراءات صارمة، بهدف التصدي للانتشار المتسارع للفيروس خلال الأيام الماضية.