انتشرت معلومات في الفترة الأخيرة دعّمها أخصائيّون ودراسات علميّة مكثّفة تقول إن اللقاح الذي استخدمته بعض الدّول بصفة إجباربية ضد مرض السل ساعدها في مقاومة فيروس كورونا، حيث أنّ هذا اللقاح ساهم في تطوير الجهاز المناعي لمواطني تلك الدول بكيفيّة عزّزت الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا أو الحد من أعراضه الخطيرة. وخلصت دراسة أشرف عليها الأستاذ المساعد في معهد نيويورك للتكنولوجيا الدكتور جونزالو أوتازو ونُشرت على موقع “ميد آر إكس في” (medRxiv) للأبحاث الطبية غير المنشورة إلى أن “الإصابة بفيروس كورونا كانت بمتوسط 38 حالة لكل مليون شخص في البلدان التي استعملت لقاح السلّ مقارنة ب 358.4 حالة لكل مليون في حالة عدم وجود برنامج قومي للتلقيحات، فيما كان معدل الوفيات 4.28/ لكل مليون شخص في البلدان التي لديها برامج التلقيح مقارنة ب 40 / لكل مليون شخص في البلدان التي ليس لديها مثل هذا البرنامج . وبحسب الدكتور جونزالو أوتاز ، فإنه لاحظ انخفاض عدد حالات الإصابة بالفيروس في اليابان والتي كانت من أوائل الدول التي أبلغت عن تفشي الوباء فيها. وتعتمد اليابان سياسة التلقيح الإجباري وهو الأمر نفسه في كوريا الجنوبية التي نجحت في الحد من انتشار الفيروس. وفي نفس السياق، كشفت تقرير لصحيفة The Irish Times الأيرلندية على أن لقاح المعطى لمكافحة السل قد يوفر حماية ضد فيروس كورونا وقلل بشكل كبير من معدلات الوفيات في البلدان ذات المستويات العالية من التطعيم. وأظهرت دراسة أجريت على 178 دولة من قبل مستشار طبي أيرلندي يعمل مع علماء الأوبئة في جامعة تكساس في هيوستن أن البلدان التي لديها برامج التلقيح بما في ذلك أيرلندا لديها حالات أقل بكثير من فيروسات التاجية، مقارنة بالمكان الذي لم تعد تنتشر فيه برامج تطعيم السل، وهذا يُترجم إلى معدل وفيات يصل إلى 20 مرة أقل، وفقًا لطبيب المسالك البولية بول هيجارتي من مستشفى ماتر بدبلن. بدوره لفت الطبيب التونسي المختص في الأشعة منذ أكثر من 25 سنة رضا فريعة في تصريح نقلته عنه وكالة تونس أفريفيا للأنباء أمس الثلاثاء إلى أنّ قوة مناعة التونسيين وخضوعهم لتلقيح السل الاجباري الذي وقع اقراره منذ السبعينات منع فيروس كورونا من التحول الى كارثة صحية في تونس. ورغم أهمية هذه الدراسات إلاّ منطمة الصحة العالمية تقول إنه لا دليل على أن لقاح بي سي جي يحمي من حصل عليه من الإصابة بفيروس كورونا. وينتاب القلق منطمة الصحة العالمية من أن ازدياد الطلب المفاجئ على هذا اللقاح قد يحرم الأطفال المعرضين للإصابة بمرض السل من الحصول عليه. وعبرت جهات موردة للقاح في اليابان عن قلق مشابه بعد زيادة الطلب عليه بشكل كبير.