ودّع نيكولا ساركوزي أمس قصر الإيليزيه بلا رجعة بعد فوز نظيره " فرنسوان هولند " أول رئيس اشتراكي لفرنسا بعد عشرين عاما . ليكون بذلك " ساركو " كما يحلو للفرنسين تلقيبه الرئيس الأسوء في تاريخ الجمهورية الخامسة لبلد الحريات و حقوق الإنسان حسب آخر سبر للآراء. ساركوزي صاحب النفس الاستعماري كما يصفه المحللون السياسيون كان مهندس الثورات العربية رغم تخاذله مع إنطلاق الثورة التونسية لعلاقته الوطيدة ببن علي ليختار فيما بعد إسم ثورة الياسمين لثورة انطلقت شرارتها من " مدن الفقر و العناء " في محاولة منه لبسط نفوذ فرنسا على " تونسالجديدة " لنجده أول المباركين بالثورة الليبية التي أطاحت بحكم العقيد معمر القذافي مموّل حملته الانتخابية حيث طالب بداية باستقالة القذافي فاستقبل مبعوثي المجلس الوطني الانتقالي الليبي ووعدهم بفرض منطقة حظر جوي على طائرات القذافي في 17 مارس 2010 ليصدر قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973 إيفاءا لوعد رمز اليمين المتطرف ذو الأصول المجرية اليهودية فكان سلاح الجو الفرنسي متصدر قوات الناتو . فالرجل المنحدر من أب مجري مهاجر و أم ذات الأصول الفرنسية اعتبر منذ سنوات الرجل الأقوى في اليمين الحاكم لما رفعه من شعارات آلت بالاقتصاد الفرنسي لحافة الهاوية لتكون حصيلة ما أنفقته فرنسا من أسلحة لدعم الثورة الليبية و بعدها المعارضة السورية الحجة الدامغة التي استعملها هولاند ضد ساركوزي خاصة و أنه اعتبر ان ما جرى في ليبيا تسبب في خسارة فرنسا لعدد من البلدان الإفريقية الراجعة بالنظر لدولته. رئيس لم يترك للفرنسين إلا تركة كبيرة من الديون ليخرج من الباب الصغير غير مأسوف عليه بعد أن أطاحت به شظايا الثورات العربية .