الحماية المدنية : 645 تدخلا منها 439 للإسعاف في غير حوادث المرور خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية    قابس: المحكمة تنظر اليوم في قضية استعجالية لإيقاف الوحدات الملوِّثة بالمجمع الكيميائي    نابل : التوصّل إلى حل نهائي لإشكالية فوترة القوارص وتسهيل نشاط صغار التجار ( فيديو )    عاجل/ اجلاء 41 مريضا من غزة في حالة حرجة..    عاجل/ جديد جريمة مقتل أب وأبنائه: شهادة مزلزلة وصادمة…    فيديو لترامب يفقد أعصابه.. ويهاجم صحفيا    رابطة أبطال أوروبا: ريال مدريد يواصل التألق وليفربول وبايرن ميونيخ وتشيلسي يحققون انتصارات عريضة    رابطة أبطال أوروبا : فوز ريال مدريد وليفربول وبايرن ميونيخ وتشيلسي    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    طقس اليوم: سحب عابرة والحرارة تصل الى 31 درجة    اجتماع بوزارة الصحة لإطلاق مشروع التكفّل بحالات التوقف القلبي خارج المستشفى    بذور اليقطين أم الشيا.. أيهما أغنى بالألياف والمغنيسيوم والبروتين؟..    وزارة التجهيز:جلسة عمل لمتابعة تقدّم انجاز مشروع مدينة الأغالبة الطبية بالقيروان    وزير التجهيز والاسكان يلتقي بوفد عن الصندوق الكويتي للتنمية    محكمة العدل الدولية تصدر سلسلة من القرارات التاريخية ضد إسرائيل    خبراء يحذرون من "الاستشارات النفسية" للذكاء الاصطناعي    المنستير ولمطة في عدسة التلفزيون الإيطالي: ترويج جديد للسياحة التونسية    ترامب: ألغيت لقائي مع بوتين في بودابست    متصفح "ChatGPT Atlas".. يفتح معركة مباشرة مع "غوغل كروم"    ارتفاع عدد ضحايا الانفجار في مصنع بمدينة كوبيسك الروسية إلى 9 قتلى    العلم يفكك لغز تأثير القمر على النوم والسلوك    أَحْلَامٌ مَعْتُوهَة    بهدوء .. كائن رماديّ    تطاوين : إدخال المناطق السقوية في إنتاج الأعلاف الخضراء خطوة ضرورية لتجاوز أزمة الأعلاف (رئيس الإتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري)    مهرجان «المّيلة» في دورته الثانية .. تثمين للموروث الغذائي، وتعزيز للسّياحة المُستدامة    في حفل لأول مرّة بحمام سوسة .. .غازي العيادي أبدع وأقنع    عجز في كميات الأمطار خلال شهر سبتمبر الماضي    حقل البرمة: نحو حفر 10 ابار جديدة لإنتاج النفط والغاز    سيدي بوعلي: سقوط تلميذ من فجوة باب حافلة مهترئة    بن عروس : 25 عرضا ضمن برنامج المهرجان الاقليمي لنوادي المسرح ببن عروس    الرابطة الثانية: فوز تقدم ساقية الداير على أمل بوشمة 2 - 0    طقس الليلة..كيفاش باش يكون؟    ما معنى بيت جرير الذي استعمله قيس سعيّد؟    بورصة تونس تنهي حصّة الإربعاء على منحى إيجابي    الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة تُطلق طلب عروض لإعداد خطة استراتيجية للاستخدام الرشيد للطاقة في أفق 2035    خبير بيئي يكشف عنّ الحلّ الوحيد والفعلي لإنهاء التلوّث في قابس    عاجل/ غرق مركب "حرقة" في المهدية.. وحصيلة مُفزعة للقتلى    كأس العالم للاصاغر: قائمة المدعوين للمنتخب الوطني التونسي    عاجل/ الى جانب المنتخب الوطني: 3 تونسيين مرشّحين لجوائز ال"كاف" 2025    سيدي بوزيد: تدخل طبي نوعي لمعالجة تعفن حاد بالمرارة دون اللجوء إلى جراحة    عروض سينمائية وموسيقية فرجوية متنوعة في الدورة الثانية من المهرجان الدولي للسينما في الصحراء    إلغاء مباراة برشلونة و الريال في ميامي...علاش ؟    سليانة: 100 تلميذ وتلميذة سجلوا بالمعهد الجهوي للموسيقي و الرقص خلال السنة الدراسية الجارية (مدير المعهد)    مدنين: تنظيم الدورة الثامنة لمهرجان "الغربوز" ببني خداش من 27 الى 31 اكتوبر    عاجل: وزارة الداخلية تعلن عن مناظرة خارجية ..هذه تفاصيلها    عاجل: دعوة لدعم زيت الزيتون للتونسيين    رئاسة الحكومة: نحن بصدد مراجعة القوانين لفائدة موظّفي هيئة مكافحة الفساد    قضية عبير موسي: هيئة الدفاع تكشف عن تطورات جديدة..#خبر_عاجل    الأشقاء يبقون أشقاءً: هكذا علّق قيس سعيد على الجدل بين تونس والمغرب حول التمور    عاجل-التفاصيل الكاملة لجريمة بنغازي: 7 أطفال ووالدهم ضحايا القتل    تونس تصنع الحدث.. ضمن أفضل 25 وجهة عالمية في 2026    الرابطة الأولى: تشكيلة النادي البنزرتي في مواجهة الملعب التونسي    الرابطة الأولى: تشكيلة الترجي الجرجيسي في مواجهة الترجي الرياضي    عاجل/ اصطدام عربتي المترو 5 و3: الكشف عن أسباب الحادث..    هل تريد يومًا منتجًا؟ لا تفعل هذه الأشياء الخمس عند الاستيقاظ    قيس سعيد: بلاغ استثناء المغرب من تصدير التمور غير مسؤول يقتضي الواجب مساءلة صاحبه    يوم الخميس مفتتح شهر جمادى الأولى 1447 هجري (مفتي الجمهورية)    عاجل: مفتي الجمهورية: الخميس 23 أكتوبر أول أيام شهر جمادى الأولى 1447 ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هكذا غذيت الرغبة لدى الفرنسيين في «التغيير الآن»
الانتخابات الرئاسية الفرنسية
نشر في الصباح يوم 22 - 04 - 2012

بقطع النظر عن نتائج الدور الأول للانتخابات الرئاسية الفرنسية والتي من المرجح أن تضع وجها لوجه الرئيس المتخلي نيكولا ساركوزي مرشح حزب اليمين وفرانسوا هولاند مرشح الحزب الاشتراكي في حين يرجح أن يحتل زعيم جبهة اليسار جون لوك ميلونشان المرتبة الثالثة متقدما على مرشحة حزب أقصى اليمين الجبهة الوطنية مارين لوبان، فإن أغلب التوقعات تؤكد عزم الناخبين الفرنسيين على عدم منح الرئيس ساركوزي فرصة ثانية، وتراهن استطلاعات الرأي على انتصار ساحق لفرانسوا هولاند في الدور الثاني والنهائي للسباق.
وإذ يبدو هذا الفوز فرضية ممكنة جدا فذلك لأسباب لا تتعلق فقط ببرنامج هولاند الانتخابي والنقاط التي أظهر فيها اختلافا عن منافسه اليميني ولا فقط لأن فرانسوا هولاند كان أكثر إقناعا خلال حملته الانتخابية وإنما بالخصوص لاستعداد الفرنسيين أكثر من أي وقت مضى لفرضية التغيير، والتغيير لا يهم هذه المرة فقط الأشخاص وإنما يهم كذلك أسلوبا في ممارسة الحكم.
ويبدو أن فرانسوا هولاند قد استثمر جيدا هذا الشعور، ذلك أن الشعار الرئيسي لحملته الانتخابية «التغيير الآن» يؤكد ما يمكن أن نعتبره إنصاتا لرغبة الفرنسيين أو أغلبيتهم في التغيير.

سمات شخصية وأسلوب في الحكم

بعد ثلاثة انتخابات رئاسية كان فيها الفوز من نصيب حزب اليمين الفرنسي (مدتان لجاك شيراك ومدة واحدة لساركوزي) من الطبيعي أن تكون هناك رغبة في التغيير في ظل ثقافة التداول السلمي على الحكم لكن مع ذلك لا بد من القول أن نيكولا ساركوزي قد ساهم بدوره في تغذية هذه الرغبة من خلال السياسة التي اعتمدها كامل فترة حكمه وكذلك من خلال بعض السمات البارزة في شخصيته التي عجلت بشكل أو بآخر في الحسم لصالح فكرة التغيير لدى الأغلبية من الناخبين الفرنسيين وفق ما تظهره مختلف استطلاعات الرأي.
على مستوى نتيجة السياسة الداخلية للبلاد يواجه ساركوزي نقدا حادا خاصة فيما يتعلق بعدم التزامه بوعوده الانتخابية، كان قد وعد بتحسين مستوى عيش الفرنسيين والتخفيض من حدة البطالة والدين الخارجي كما كان قد ركز حملته الانتخابية على فكرة العمل. شعاره كان العمل أكثر كي يجني الفرنسيون ثمارا أكثر. لكن لم تكد تمض فترة قصيرة حتى تبين للفرنسيين أن آمالهم تتبخر شيئا فشيئا.
لقد تفرغ الرئيس الفرنسي في بداية حكمه إلى بعض المحاولات السياسوية من خلال عملية أطلق عليها الانفتاح على مختلف المكونات السياسية بالساحة الفرنسية ولكنه كان في حقيقة الأمر يسعى لإضعاف الحزب الاشتراكي الفرنسي منافس حزبه الأبرز وإحداث شروخ داخله من خلال استقطاب عدد من رموزه وقد أتت هذه المحاولات بنتائج عكسية مثلها مثل محاولته استثمار عامل الخوف من المهاجرين ومن المسلمين منهم بالخصوص.
الأرقام تفيد اليوم بأن نتيجة فترة حكم الرئيس ساركوزي كانت بالأحرى سلبية خاصة على المستويين الاجتماعي والاقتصادي والأمني. لقد تفاقمت البطالة وازداد عدد الفقراء وأصحاب الحالات الصعبة وفشلت خطته في إدماج أبناء الضواحي إلخ... وهو ما منح خصومه حججا دامغة لمكافحته بها خلال الحملة الانتخابية الأخيرة.

إشعاع فرنسا دوليا

أما على مستوى السياسة الخارجية فقد اعتمد الرجل سياسة متذبذبة وذلك خلافا لسلفه جاك شيراك أو كل من يعتبر نفسه وريث الديغولية. بدأ ساركوزي سياسته الدولية متقربا من الحلف الأمريكي الإنقليزي ثم عول على تحالفه مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مما انعكس بالخصوص على سياسة فرنسا الأوربية.
وتواجه هذه السياسة انتقادات لاذعة وقد وعد مرشح الحزب الاشتراكي فرانسوا هولاند بمراجعة الخطوط الكبرى لهذه السياسة التي تهدد - حسب رأي الاشتراكيين - استقلالية القرار الوطني بفرنسا في صورة فوزه في الانتخابات. ورغم أن ساركوزي قد حاول في الأشهر الأخيرة من فترته الرئاسية كسب بعض النقاط من خلال محاولة استرجاع تأثير فرنسا في القرار الدولي (اضطلع بدور في الحرب التي تمكن حلف الشمال الأطلسي من خلالها من الإطاحة بحكم القذافي بليبيا) فإن سياسته الخارجية وتجواله في العديد من عواصم العالم لم يجن منها نتائج كبيرة.
مؤاخذة الفرنسيين لرئيسهم المتخلي لم تتوقف عند نتائج سياسته الداخلية والخارجية. بل إن شخصيته وجوانب من حياته الشخصية (منتشرة اعلاميا) وأسلوبه في الحكم كانت دائما محل أخذ ورد كامل فترة حكمه. كما أن مراهنة ساركوزي على الأغنياء واعتماد نوع من المحاباة تجاههم (على سبيل الذكر فإن مرشحة حزب الخضر تتهم الرئيس المتخلي بالاعتماد على وريثة لوريال من آل بيتنكور الأثرياء في حملته الانتخابية لانتخابات سنة 2007 وتطالب بالتحقيق في المسألة)، جعلته يبدو من وجهة نظر عدد من الفرنسيين أقرب إلى دنيا المال والأعمال منه إلى الناخب العادي ولم يكن الناخبون يبخلون عليه بالألقاب الساخرة في هذا المجال.

اعتذارات ولكن؟

ورغم أن الرئيس المتخلي بدأ حملته الانتخابية الجديدة بالاعتذار للفرنسيين على بعض الممارسات التي تعود خاصة إلى الفترة القصيرة التي تلت اعلان فوزه في الانتخابات السابقة (قضية مطعم «الفوكيتس» الفاخر مثلا والرحلة البحرية على متن باخرة لأحد الأثرياء)، فإن ذلك لم يمكنه من كسب نقاط مهمة في هذه الانتخابات التي تبدو نتائجها محسومة (اللهم إذا ما حدث ما هو خارج عن نطاق البشر) حتى قبل انطلاقة الحملة الانتخابية.
لكن لابد من الإشارة إلى أن فوز فرانسوا هولاند المتوقع وإن ينسب في جانب كبير منه إلى رغبة الفرنسيين المعلن عنها في التغيير فإن ذلك يضاعف من مسؤولية السكرتير الأول السابق للحزب الاشتراكي الفرنسي (لم يسبق له أن اضطلع بمهام وزارية).
تقوم على عاتق الرجل وعائلة اليسار مسؤولية إثبات بالجدارة بالعودة إلى الإليزيه بعد غياب لثلاث فترات رئاسية متتالية بالتوازي مع تغيير صورة الحاكم الأول في فرنسا التي تأثرت كثيرا خلال فترة حكم ساركوزي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.