الجريدة: ياسر المعروفي مع تواصل الحرب الضروس التي تقودها قوات الأمن والجيش الوطني ضد فلول الإرهاب تبرز الحاجة الأكيدة لمعرفة مسببات ومنطلقات هذه الظاهرة التي تهدد الأمن القومي والسلم الاجتماعي وتهدد بتحويل تونس إلى جزائر جديدة أو أفغانستان... ويربط محللون ومتابعون للشأن التونسي أسباب انتشار هذه الظاهرة بالانفلات الأمني عقب الثورة وتأثر الأوضاع بالثورة الليبية مما ساهم في دخول كميات كبيرة من السلاح فضلا عن انفلات الجوامع التي استغلها دعاة الإرهاب لبث سمومهم لدى الناشئة أضف لذلك تساهل حركة النهضة في التعامل مع الإرهاب بل وحتى ايجاد تبريرات لممارسيه وتوفير الحاضنة السياسية لمثل هؤلاء.
ضمن هذا وذاك كان يفترض بمؤسسة رئاسة الجمهورية أن تكون أولى المؤسسات الوطنية في التصدي لهذه الآفة لكن العكس هو الذي حصل فمنذ أن وصل "ساكن قرطاج'' إلى سدة الحكم بدأت سلسلة العفو الرئاسي الذي مكن أصحاب السوابق الإرهابية وبعضا ممن حمل سلاحا ضد قوات جيشنا من الحرية ليعودوا لصنيعهم بأكثر ضراوة و نقمة مع توفّر الظروف الملائمة لتجنيد الشباب في أعمال إرهابية. كما أن المرزوقي فتح قصر قرطاج أول مركز سيادي للدولة أمام عدد من المنظرين للإرهاب والمتورطين في قضايا إرهابية وفي التبرير لقتل التونسيين، فمن منا لا يتذكر استقبال المرزوقي لمجموعة من دعاة السلفية الجهادية يتقدمهم الداعية المتشدد خميس الماجري الذي لم يستنكف من وصف كمال القضقاضي بالشهيد ووصف أسامة بن لادن ببطل الأمة؟؟... ألم يفتح المرزوقي قصر قرطاج أمام عدد من قادة لجان حماية الثورة كالمدعو عماد دغيج و"ريكوبا" وغيرهم ممن دعوا إلى قتل التونسيين وذبحهم وسحلهم في الشوارع؟؟ ألم يطلق الشهيد البراهمي نداء لساكن قرطاج أعلمه فيه بأن السلاح يجتاح تونس وان هناك امكانية لأن يستغله الارهابيون في مخططاتهم فماذا أجابه المرزوقي..؟؟ قال له اطمئن ولا تجزع .. فالسلاح سيستعمل للقضاء على أزلام النظام !! هكذا تعامل رئيس قواتنا المسلحة مع انتشار السلاح !! ألم يصعد المرزوقي في المنابر الإعلامية ليبرر العنف الذي مارسه عدد من المتشددين ضد الفنانين والصحفيين والمحامين بدعوى أننا نعيش ثورة وأن لهم حق التعبير كغيرهم من التونسيين ووصف خطر ''الأزلام'' بأنه أكثر من خطر المتشددين.. كل هذا يجعل ساكن قرطاج في موضع المسؤول الأول عن انتشار ظاهرة الإرهاب وتماديها وتحولها إلى مرحلة أخطر وهو ما يحتم عليه الاعتذار عن ''أخطائه'' وإن امتلك من الشجاعة أن يعلن استقالته...