الجريدة : نجلاء الرزقي اتّهم نوري المالكي، الحكومة السعوديّة و الإعلام القطري بتغذية العنف الطائفي بالعراق و حمّلهم مسؤولية تصاعد الأزمة الأمنية في بلاده. و قال أنّ العراق غدت اليوم ضحيّة لمؤامرة تحوكها بعض الدول لزعزعة أمنها و تقسيمها الى دويلات يحكمها ملوك طوائف و أمراء حرب و في الوقت الذي تتواصل فيه التطورات الميدانية والعسكرية في العراق ، يبدي كثير من المراقبون مخاوف من اشتعال فتيل حرب طائفية جديدة بالعراق قد تجرّه حتما الى الإنقسام الى دويلات طائفية. دور المرجعيات الدينيّة بالعراق تنقسم الساحة العراقية بالأساس الى مرجعيتين دينيتين و هما المرجعية الشيعيّة و السنيّة. و قد لعبت هاته المرجعيات دورا فاعلا في توجيه العراقيين. وكانت المرجعية الشيعية العليا في العراق آية الله العظمى علي السيستاني قد دعت الجمعة الماضية الى حمل السلاح ومقاتلة 'الارهابيين' من تنظيم 'الدولة الاسلامية في العراق والشام' (داعش) لوقف زحفهم المتواصل . وفي استجابة سريعة لدعوة السيستاني تدفق آلاف من المتطوعين من الشيعة على مراكز للتدريب للمشاركة في خطة للدفاع عن العاصمة العراقية. من جانبه وصف 'الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين' هجوم مقاتلي (داعش) بانه 'ثورة عارمة للسنة'، وانتقد الاتحاد، الذي يرأسه الشيخ يوسف القرضاوي ، بشدة فتوى السيستاني التي تدعو إلى قتال العراقيين بعضهم بعضاً. و قد أكّد خبراء في الأممالمتحدة بأن اصدار الفتاوى من المرجعين بالتعبئة العسكرية تساهم في تأجيج النزاعات وتلقي عليها الصبغة الطائفية والمذهبية. و أوضحوا أنّ 'دور المرجعيّة الدينية يحتّم عليها الدّعوة إلى وقف سفك الدماء، والعمل على جمع كلمة المسلمين وإبعاد الفتن عنهم، والدعوة إلى الإصلاح بعيداً عن العنف والسلاح'. المالكي سبب الصراع القائم بالعراق ؟ أكّد العديد من العراقيون و دول الجوار ( السعودية و قطر ) أنّ سياسة حكومة المالكي القائمة على أسس الإقصاء و التهميش للسنّة بالعراق كانت السبب الأساسي وراء اندلاع هاته الأزمة. و أوضحوا أنّ نوري المالكي أراد أن يضفي صبغة ارهابيّة لتحرك العشائر السنيّة و ينسب احتجاجاتها و ثورتها لتنظيم 'داعش' لضمان تعبئة دوليّة لمحاربة السنة تحت غطاء محاربة الإرهاب. كما اتّهموه بخدمة أجندة ايرانيّة تسعى الى القضاء على احتجاجات السنّة ضمانا لبقاء حكومة شيعيّة بالعراق. و صرّحوا أنّ المالكي وضع 'داعش' كشماعة علّق عليها فشله في تحقيق الأمن و ادارة البلاد. من جانبه أوضح أعضاء من الكنغرس الأمريكي أمس أنّ حكومة نوري المالكي فشلت في ادارة العراق و ساهمت في تغذية الصراع الطائفي فيه. و طالبت الرئيس باراك أوباما بإقناع المالكي بالتنحي لتهدئة الوضع بالعراق و نبّهوه الى امكانية اندلاع حرب إقليمية في الشرق الأوسط ، بسبب إذكاء نيران الطائفية في العراق.