أصدرت اليوم لجنة التوطئة وصياغة الدستور المسودة النهائية لصياغة التوطئة ومن المقرر ان يرفع رئيس اللجنة الصحبي عتيق تقريرا إلى كل من رئيس المجلس الوطني التاسيسي ولجنة التنسيق والصياغة ليقع مناقشة المسودة ثم التصويت عليها خلال جلسة عامةيتم تحديد موعدها قريبا. كوثر بن دلالة وفيما يلي النص الكامل لمسودة التوطئة: بسم الله الرحمان الرحيم مسودة نهائية لصياغة التوطئة نحن نواب الشعب التونسي، أعضاء المجلس الوطني التأسيسي، المنتخبين باستحقاق ثورة الكرامة والحرية والعدالة. اعتزازا بنضالات شعبنا، واستجابة لأهداف الثورة التي توجت ملحمة التحرر من الاستعمار والاستبداد، وحققت انتصارا لإرادته الحرة، ووفاء للشهداء وتضحيات الأجيال المتعاقبة، وفي سبيل القطع النهائي مع الظلم والفساد والحيف. وتأسيسيا على ثوابت الإسلام ومقاصده المتسمة بالتفتح والاعتدال، وعلى القيم الإنسانية السامية، واستلهاما من المخزون الحضاري للشعب التونسي على تعاقب أحقاب تاريخه، ومن حركته الإصلاحية المستندة إلى مقومات هويته العربية الإسلامية وإلى كسب الحضاري الإنساني العام، ومتمسكا بما حققه من المكاسب الوطنية. ومن أجل بناء نظام جمهوري ديمقراطي تشاركي، تكون فيه الدولة مدنية تقوم على المؤسسات، وتتحقق فيها السلطة للشعب على أساس التداول السلمي على الحكم، ومبدأ الفصل بين السلط والتوازن بينها، ويكون فيه حق التنظم القائم على التعددية، والحياد الإداري، والحوكمة الرشيدة، والانتخابات الحرة، هي أساس التدافع السياسي، ويقوم فيه الحكم على احترام حقوق الإنسان وعلوية القانون، واستقلالية القضاء، والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع المواطنين والمواطنات، وبين كل الفئات والجهات. وتعاملا مع البيئة بالرفق الذي يضمن للأجيال القادمة استمرارية الحياة الآمنة في مستقبل أفضل. وبناء على منزلة الإنسان كائنا مكرما، وتوثيقا للإنتماء الثقافي والحضاري للأمة، انطلاقا من الوحدة الوطنية القائمة على المواطنة والأخوة والتكافل الاجتماعي، وعملا على إقامة الوحدة المغاربية خطوة نحو تحقيق الوحدة العربية، ونحو التكامل مع الشعوب الإسلامية، والتعاون مع شعوب العالم، وانتصارا للمظلومين في كل مكان، ولحق الشعوب في تقرير مصيرها، ولحركات التحرر العادلة وعلى رأسها حركة التحرر الفلسطيني. ودعما لإرادة الشعب في أن يكون صانعا لتاريخه، ساعيا للريادة، متطلعا إلى الإضافة الحضارية، على أساس السلم والتضامن الإنساني واستقرار القرار الوطني فإننا باسم الشعب نرسم على بركة الله هذا الدستور