جندوبة والكاف ولايتان تنتميان إلى إقليم الشمال الغربي تشتكي كغيرهما من المناطق الداخلية غياب التنمية الجهوية ويعيش أهاليهما الفقر والخصاصة والحرمان من أبسط مقومات العيش الكريم وقد حمّل متساكنو هذه المناطق "الجريدة" أثناء زيارتها لهم رسالة إلى حكومة النهضة أكدوا فيها بأنه "لا يزال الفقر والخصاصة والبطالة تنخرنا ايتها الحكومة". الكاف بين الفقر والحرمان ..وخيبة الأمل وعدم الثقة لم يكن الغاء الاضراب الذي كان من المقرر تنفيذه يوم 4 جوان على اثر جلسة صلحية مع رئاسة الحكومة الخيار الامثل والمناسب بالنسبة لأهالي الكاف واعتبروه خيبة امل بالنسبة اليهم كوسيلة للتأكيد على مطالبهم الاجتماعية والاقتصادية حيث تحدث البعض من شباب هذه الجهة عن التزام الحكومة في مرات سابقة بالوفاء لوعودها والاستجابة لمطالب الاهالي المتمثلة في التشغيل والتنمية الجهوية وتحسين وضعيات العاملين بالحضائر وفق اليات مختلفة وبأجور محتشمة فالعديد من شباب الكاف يعملون ب 120 دينار في الشهر منذ سنوات وقد طالبوا بتحسين وضعياتهم خاصة وان منهم من يعاني ظروفا اجتماعية صعبة للغاية. تحدث سليم وهو شاب يعمل منذ 9 سنوات وفق الالية 21 ويتقاضى 120 دينار وطالب بضرورة تحسين وضعيته واكد انه تلقى وعودا من وزير التشغيل والتكوين المهني شخصيا في شهر مارس الفارط على ان تتم الاستجابة الى مثل هذه المطالب في شهر افريل لحفظ كرامة عمال الحضائر والاليات والاسراع بتسوية وضعياتهم ولكن الى يومنا هذا لم يتحقق اي مطلب وهو ما جعلهم يبدون عدم الثقة في الحكومة حيث قال "كيف تكون الثقة والحكومة تماطل ولا تفي بوعودها تجاه من يستحق". هي وضعيات عديدة ومختلفة تستحق الذكر خاصة وان الكثير من أهالي الجهة يعانون الفقر والخصاصة وبينهم من هو من ذوي الاحتياجات الخصوصية. وما تقدمت به الحكومة من مشاريع اعتبروها اهالي الكاف مشاريع على المدى الطويل في حين انهم في حاجة الى التشغيل والعيش الكريم حيث قال بعض الأهالي الذين التقتهم الجريدة انه لابد أن ينزل الجبالي ليكتشف بنفسه حاجة ومعاناة الكثير في المناطق الداخلية. جندوبة: معاناة ..وامل ..ورجاء ومن الكاف الى جندوبة لا يوجد اي اختلاف فالوضع هو نفسه إلا في المواقف والقرارات حيث رفض الاتحاد الجهوي للشغل ما قدمته الحكومة في الجلسة الصلحية وتشبثوا بالإضراب العام الذي تم تنفيذه يوم 5 جوان للمطالبة بحق الجهة في التنمية والتشغيل القار. وفي مواكبة "الجريدة" للإضراب العام بجندوبة التقينا مجموعة من أهالي الولاية المساندين للاتحاد في الدفاع عن مطالب ومستحقات الجهة والحق في الحياة الكريمة واعتبروا ان حكومة النهضة تتجاهل فقرهم ولا تبالي بأوضاعهم الاجتماعية الصعبة حيث تحدثت السيدة منية من منطقة "سوق السبت" عن معاناتها الاجتماعية، تقطن وزوجها صاحب اعاقة عضوية في بيت متداعي للسقوط معرض للحر والبرد وتعيش من حسنات اهل البر والاحسان وطالبت عديد المرات بتحسين وضعيتها ولا مجيب. اما السيد فتحي (49) سنة متزوج واب لطفلين اشتغل كحارس على العدادات بالمنطقة السقوية بالجهة منذ سنة 2000 وفق احدى الاليات التابعة للمندوبية الجهوية للفلاحة والموارد المائية بجندوبة وتم ايقافه عن العمل بحجة عدم توفر الاعتمادات المرصودة لمثل هذه الوضعيات ولا يزال عاطلا عن العمل وهو يعاني حالة صحية متدهورة ولم يتم تسوية وضعيته الى حدّ هذه اللحظة. هي حالات اجتماعية صعبة للغاية لا تكفي السطور لنقلها ووصفها ولئن اختلفت الوضعيات فإنها تشترك في المعاناة والفقر والحرمان لمقومات العيش الكريم وتعيش بأمل يغدو ويروح ولا ينقطع الرجاء عندها وبين الامل والرجاء مسافة كبيرة للوصول الى المحطة التي يكون فيها تحقيق هذا الامل المرجو من حكومة النهضة التي وعلى لسان الاهالي "تتجاهل فقرهم ومعاناتهم وتنكب في كتابة الدستور فهل ينتظرون من الدستور مسكنا ومأكلا وشغلا ولا يعيشون الا على مجرد وعود لمشاريع بعيدة المدى في حين ان حاجاتهم الاجتماعية والاقتصادية ملحة وضرورية".