5 أيام فقط تفصلنا عن الذكرى الاولى لاندلاع الشرارة الاولى للثورة التونسية التي أطاحت بالنظام الاستبدادي للرئيس المخلوع بعد اللحظة التاريخية التي أقدم فيها الشهيد محمد البوعزيزي على حرق نفسه. ومع اقتراب هذا الموعد بدأ مواطنو مختلف معتمديات سيدي بوزيد والقصرين يستعيدون شريط الانتفاضة الشعبية والاحتجاجات والمصادمات العنيفة مع النظام البوليسي لنظام المخلوع وكامل تفاصيل أيام الجمر التي واجهوا خلالها مختلف أشكال القمع حيث عايشت «الأسبوعي» تلك المعاناة عن قرب في أغلب معتمديات الجهة. ورغم قيمتها ورمزيتها التاريخية باعتبارها مثلت الشرارة الاولى للثورة التونسية التي قلبت كل المعطيات في الخارطة العربية والمعادلات العالمية فان متساكني الجهة يحتفلون بهذه الذكرى وهم يشعرون بمرارة كبيرة ويطرحون ألف سؤال بشأن تردي الاوضاع بالجهة على جميع المستويات بعد ان خابت آمالهم في ظل غياب الحلول التنموية وتفاقم البطالة وتزايد المشاكل الاجتماعية. تحت الصفر وفي غياب الجهود التنموية وتراجع مختلف القطاعات الى مستوى تحت الصفر خصوصا بعد حرق أغلب المصالح الحيوية خلال الهزات التي شهدتها الجهة يشعر المواطن بحالة احباط شديدة مردها تردي الاوضاع الاجتماعية وغياب أيّ خطوة فعلية لانعاشها وتحسينها. وفي هذا الاطار اكد منصور عيوني عضو الجمعية التونسية للصحوة الديمقراطية ورئيس مركز منار للنهوض بالانسان الريفي بالرقاب ان هاجس الجميع هو التنمية التي مازالت غائبة ولم تشمل أي قطاع. واضاف «رغم الحديث عن بعض الاستثمارات فانه لا وجود لاي خطوة فعلية على ارض الواقع بل ان الاوضاع ازدادت ترديا وهو ما يدعو الحكومة الجديدة الى ضرورة الاسراع بمعالجة هذه المشاكل باعتبار ان الجهة حرمت على مدى العقود الماضية من التنمية الحقيقية وعانت من التفرقة والاختلال الجهوي». وأكد الناشط الثقافي والاجتماعي فرح العبدولي رئيس جمعية قمودة للفنون أن الثورة اندلعت بفعل الظلم والقهر وانتهاك الكرامة، وغياب التنمية، واستفحال التفاوت بين الاشخاص والطبقات والمناطق والاقاليم، وكانت مطالب الثورة تتمثل في اعادة توزيع الثروة، ومزيد الاهتمام بالمناطق الداخلية، وتنمية اقتصادياتها، وتشغيل شبابها، وتمكينهم من فرص العمل، وتاسيس الذات والمشاركة في الشان الوطني، والفعل السياسي والمساواة بينهم وبين شباب بعض المناطق الاخرى، ولكن لم يكتب لكل هذه المطالب الشرعية أيّة فرصة للتحقق، والتجسيم على الواقع الذي ازداد سوءا و ترديا. مطالب شرعية وشدد محدثنا على ان المسؤولية في اعتقاده مشتركة بين الحكومة، ورجال الاعمال والمستثمرين التونسيين، وبالطبع اهالي هذه المناطق الداخلية.. فمن غياب الاهتمام الرسمي الحقيقي بهذه الجهات المحرومة لسنوات، وغياب تطبيق خطط عمل، للنهوض بها، وتنمية اقتصادياتها، والتشجيع على الاستثمار بها، وتمكين شبابها من فرص عمل، وذلك بالطبع بتوفير الامن، وتغيير التشريعات، ودعم البنية التحتية، وطمأنة الناس على مستقبلهم وثورتهم التي أشعلوها من اجل الكرامة ولقمة العيش وغياب متطلبات التنمية المحلية والجهوية، اما الطرف الثاني وهم رجال الاعمال والمستثمرون فهم يتحملون مسؤوليتهم في عدم الاهتمام بهذه الجهات لسنوات كثيرة خلت واكتفائهم بالتمتع بالامتيازات الجبائية والقروض والتسهيلات على حساب الفقراء والشباب العاطل مقابل الاكتفاء بحلول ترقيعية، وإيهام الناس بمشاريع وهمية، وأشغال استثمارات سرعان ما تغيب وترحل بمجرد الاعلان عنها او بروز بعض الاحتجاجات العابرة، ويتذرعون احيانا بغياب البنية التحتية، وانعدام الامن، وغير ذلك من الذرائع التي اقل ما يقال عنها انها تعجيزية، وتهدف الى التهرب من استحقاقات المطالب الشرعية لهذه المناطق، والحال ان هؤلاء المستثمرين بامكانهم المساهمة في معالجة عديد الصعوبات والعراقيل التي قد تعترضهم والايفاء بالتزاماتهم تجاه الوطن وشبابه خاصة الذي يمثل المادة الخام لتواصل ثرواتهم على المستويات الانتاجية والاستهلاكية والتكنولوجية، ولكن...؟ وعود النهضة وفي ظل الوضعية الصعبة والمتردية التي تعيشها مختلف جهات سيدي بوزيد تظل كل الآمال معلقة على الحكومة الجديدة خاصة بعد الوعود المتعددة لاعضاء حركة النهضة ان تكون التنمية بسيدي بوزيد من ضمن الاولويات في برنامج الحكومة الجديدة. وقد سبق لزعيم الحركة راشد الغنوشي التأكيد على ان الحكومة المقبلة ستمنح الاولوية لجهتي سيدي بوزيد والقصرين في مجال التنمية وهو ما غذى طموحات ابناء الجهة. وقالت حياة حليمي نائبة رئيسة جمعية مواطنة متناصفة بالقصرين انه يتوجب على الحكومة الجديدة الايفاء بوعودها وتعهداتها تجاه الجهات الداخلية التي اصبحت اليوم تعاني من الحرمان والخصاصة خاصة مع ارتفاع الاسعار حيث اصبح البعض عاجزا على توفير قوت أسرته وهو ماجعل الاوضاع صعبة وحساسة للغاية وفي حاجة الى تدخل عاجل من الحكومة الجديدة. واضافت «رغم ان البوادر في المجلس التاسيسي توحي بعدم الاهتمام بالملفات التنموية العاجلة فاننا سننتظر حقيقة توجهات واستراتيجيات الحكومة الجديدة وهو ما اكده كذلك الناشط السياسي بالجهة ساسي بوعلاقي. ومن جهتها قالت بثينة حمداوي «في إطار الحرص على تكريس الاستحقاقات التنموية والاقتصادية وضمان دروب الانعتاق والحرية قولا و فعلا، ووعيا منا بخصوصية المرحلة التي تمر بها بلادنا وإيمانا بان ثورتنا كانت رافعة منذ بدايتها شعارات تطالب بالتوزيع العادل للثروة الوطنية وداعية إلى التنمية المتوازنة بين الجهات، أسسنا «جمعية صمت» بالمكناسي وأردناها مبادرة تقطع مع كل أزلام النظام البائد وزبانيته وتعمل مع كافة أطياف المجتمع المدني على الإعداد لتصورات وبدائل تنموية عاجلة ولن نسمح هذه المرة بالعودة إلى سياسة التهميش. محمد صالح الربعاوي
النهضة تنظم لقاء تعارف تشاوري مع المديرين الجهويين مدنين- الاسبوعي نظم صباح أمس الاحد المكتب الجهوي لحزب حركة النهضة بولاية مدنين باحد الفضاءات السياحية بمدينة مدنين لقاء تعارف تشاوري مع المديرين الجهويين وبحضور السلط الجهوية حول:« المقاربة التشاركية المعتمدة بمنوال التنمية لحزب حركة النهضة والتصورات للحلول العاجلة للقضايا المستعجلة بالإدارة التونسية وخاصة التشغيل وقال السيد عبد المجيد لغوان عضو بالمكتب الجهوي لحزب حركة النهضة بولاية مدنين مكلف بالانتخابات والاتصال بالاحزاب والمنظمات «أن الهدف من هذا الاجتماع هو تثمين المجهودات التي قامت بها الادارة التونسية لخدمة المواطن في ظروف استثنائية عاشتها بلادنا وطمأنة المديرين الجهويين وكل العاملين بالإدارة على أن حركة النهضة ستبذل كل جهودها لتحسين خدمات الادارة لفائدة المواطن وتشريكه مستقبلا في تطوير الخدمات وذلك باعتماد المقاربة التشاركية». ميمون التونسي
بعد زيارته لأمريكا ولقائه بالقرضاوي هل أصبح الغنوشي «وصيا» على الأحزاب الإسلامية في المغرب العربي ؟ خلال الزيارة التي اداها مؤخرا الى واشنطن، تحدث راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة في حديث لمجلة «السياسة الخارجية» الأمريكية عن اسباب نجاح الإسلاميين في الانتخابات بتونس والمغرب ومصر، وكيفية تعاطي الإسلاميين التونسيين مع الواقع الجديد وموقف الغرب من الحركات الإسلامية عموما. كما شدد الغنوشي على ان فوز جبهة الإنقاذ الجزائرية عام 1991 بحوالي 80 بالمائة من أصوات الناخبين، كان خطأ.. عندما تجاهلت تماما الأقلية المؤثرة من العلمانيين والجيش. وعاب على قادتها (حسب ما جاء في المقال) أنهم كانوا يريدون الاستئثار بالسلطة. ويرى الغنوشي الحليف القديم لجبهة الانقاذ الإسلامية في الجزائر ان حلفاءه القدامى قد ارتكبوا خطأ لأنهم تجاهلوا تماما الأقلية المؤثرة من العلمانيين والجيش ورجال الأعمال. وهو ما أدى الى الانقلاب على العملية الديمقراطية. كما قال: ينبغي أن يتحالفوا مع الأحزاب العلمانية حتى لو كانوا أقلية، ويتحالفوا مع الأقباط أيضا ومع المقربين من الجيش. ثناء على «الأمريكان» ويرى أن هؤلاء أقليات صغيرة لكنها مؤثرة للغاية. وأثنى في خاتمة حديثه على مساعدة الادارة الامريكية للشعوب بدل الحكام. وللاشارة فان الغنوشي قد زار الجزائر منذ اسابيع التقى خلالها بكبار المسؤولين هناك وان ما قاله زعيم النهضة قد جعل كثيرين يعتقدون انه بذلك قد نصب نفسه الى جانب القرضاوي «وصاة» على الاسلاميين في المنطقة وموجهين لساساتها وهمزة وصل بين الاحزاب الاسلامية في المنطقة. فيما ذهب آخرون الى اعتبار تحرك الغنوشي «بادرة طيبة» لتوحيد التيارات الاسلامية بالمنطقة ولايجاد سبل للتعاون في ما بينها. جولة ليبية يقوم الغنوشي بزيارة إلى ليبيا، يُعقد خلالها مؤتمر المصالحة بين فصائل الثورة الليبية. وللاشارة فقد سبقتها زيارة ليوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. ويرى محللون في تحرك الغنوشي نحو الجارتين ليبيا والجزائر عملا على تمتين العلاقة بين هذه الدول، وبالتالي بحث آفاق تشغيل وجلب استثمارات جديدة خاصة وان اعادة إعمار ليبيا يستوجب وجود انفتاح أعلى للاقتصاد التونسي نحو التعاون والشراكة بين بلدان الربيع العربي. جمال الفرشيشي