تعزّز المشهد السياسي في تونس بمولود سياسي جديد وهو"حركة نداء تونس" التي اطلقها الباجي قائد السبسي اعتبرها مؤسسوها فاعل سياسي من العائلة الوسطية السياسية وتنأى بنفسها عن اليسار وعن اليمين ومنفتحة على كل الاطراف السياسية بمختلف حساسياتهم ومرجعياتهم بما في ذلك حركة النهضة وتأتي هذه الحركة تكملة للمشهد السياسي ولما تشهده الخريطة السياسية اليوم في البلاد من تجاذبات لتخلق بذلك حركة نداء تونس التوازن السياسي الحقيقي. في اجتماع ضمّ العديد من الوجوه السياسية والحقوقية والفنية ومكونات المجتمع المدني ليحضروا خطاب مؤسس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي الذي أعلن أنه وأمام تواصل تشتت القوى الوطنية واستفحال ظاهرة الانقسامات والتصدعات ودعوة عدد من المواطنين الى بعث هيكل سياسي يكون أقدر على التجميع فإن الواجب الوطني أملى عليه تحمّل هذه المسؤولية. "نداء تونس" من أجل التحالف والتالف وليس التصادم والتعارض ويأتي نداء تونس في حركة سياسية شعبية وطنية ديمقراطية تهدف الى تحقيق الحلم التونسي وتطلعات الشعب نحو إنجاز بناء جمهوري جديد على أساس احترام حقوق الانسان والمساواة والعدالة الاجتماعية والحرية والوحدة الوطنية والاعتزاز بمكاسب تونس وهذا ما أكده مؤسس الحركة الباجي قائد السبسي في خطابه ذلك أنها لن تكون معارضة بالمعنى التقليدي وإنما هي دعوة الى وفاق وطني يضع خارطة طريق سياسية واضحة وبرنامج إنقاذ اقتصادي واجتماعي محدد من خلال مبادرة الباجي قائد السبسي التي أعلن عنها منذ 26 جانفي 2012 لخلق بديل سياسي يوحّد القوى الديمقراطية ليتحقق التوازن في الحياة السياسية ومبدأ التداول على السلطة والتأسيس لحياة ديمقراطية جديدة. وقد أعلن الناشط الحقوقي عبد العزيز المزوغي عن دعمه وتشجيعه لحركة نداء تونس لأنها محاولة جدية تسعى الى هيكلة الفضاء السياسي تونس في حاجة اليه باعتبار أن هناك تضارب في ميزان القوى وإعادة هيكلة الفضاء السياسي اليوم بالنسبة اليه يعتبر شرطا أساسيا للديمقراطية بغض النظر عن مستقبل هذه المبادرة ولكنها حركة سياسية قادرة على تولي الحكم بالتصويت. واعتبرها المزوغي توحيد للقوى الوطنية لخدمة تونس بعيدا عن منطق المعارضة والتجاذبات السياسية وفق ما تتضمنه من مبادئ توافقية وتصحيح للمسار السياسي وفق رؤية سياسية حديثة. "من دخل نداء تونس دخل بيت الوطنيين الاحرار" من جهته اشار رئيس المجلس التاسيسي المدني محسن مرزوق الى أن بناء حركة سياسية في هذه الفترة من أجل تحقيق التوازن السياسي مع ما تعيشه البلاد اليوم من اختلال وتضارب وهي منفتحة في مضامينها مبادئها على كل المرجعيات وتعمل على تحقيق الائتلاف في مسار موحد ليس معارضة للحكومة وإنما من أجل انقاذ البلاد. واعتبر مرزوق ان من يدخل حركة نداء تونس فقد دخل بيت الوطنيين الاحرار دون ان تكون هناك تفرقة بين المرجعيات والخلفيات حتى ولو كان سلفيا وأراد الانخراط في الحركة فلا مانع من ذلك لان الهدف منها هو تحقيق التوافق السياسي العام وفق ما تقتضيه البلاد في هذه المرحلة ولا تعتمد الحركة على مبدأ الاقصاء بل تؤسس لمبدأ التالف والتحالف وإرساء التوافق الوطني الواسع. وتضم حركة نداء تونس التي اطلقها الباجي قائد السبسي كل من الطيب البكوش ومحسن مرزوق والأزهر القروي الشابي والأزهر العكريمي وسليم الشابي وبوجمعة الرميلي وغيرها من الاسماء السياسية والحزبية التي انخرطت في هذه المبادرة عملا بمبدأ التوافق الوطني حيث اعتبر الطيب البكوش ان بناء هذه الحركة ليس مرتبطا بظرف معين وإنما بتحليل سياسي شامل في تونس لان تونس في حاجة الى مشهد سياسي مغاير. ومبادرة الباجي قائد السبسي اليوم تأتي لتحقيق الحلم التونسي من جديد رافضة مبدأ الاقصاء وداعية الى التحالف والتالف بين كل القوى الوطنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية للانخراط في مسار الاصلاح الجديد وضرورة توسيع دائرة المشاركة السياسية امام عجز الحكومة على رفع التحديات المطروحة عليها. ويبدو ان مبادرة "حركة نداء تونس" لاقت اقبالا كبيرا من لدن العديد من الاحزاب والوجوه السياسية وتبقى العيون مفتوحة عليها تنتظر ما سيقدمه هذا المولود السياسي الجديد من إضافة على مستوى المشهد السياسي الوطني انطلاقا من توجهاتها العامة المرسومة.