عند سماعي لكلمة رئيس الحكومة التونسية ليلة أمس بالمجلس التأسيسي خلت نفسي بادئ الأمر أني بصد د الإستماع لرئيس المجلس الإنتقالي الليبي مصطفي عبد الجليل إلا أني تداركت نفسي فقد كنت متواجدا داخل مجلس النواب بباردو لينقشع عني الشك .لقد دافع حمادي الجبالي في جلسة المساءلة للحكومة أمام نواب الشعب المخصصة للنقاش والحوار حول قضية تسليم البغدادي المحمودي على أحقية الشعب الليبي بالمطالبة وإسترجاع المجرمين والمفسدين الذين ساعدوا الطاغية معمر القذافي مشددا أن تسليم البغدادي المحمودي للسلطات الليبية هو حق الشعب الليبي الذي أنجز ثورة تاريخية. هنا يجعلنا نتوقف أين كانت إرادة الشعب التونسي لدى رئيس الحكومة للمطالبة السلطات السعودية او القطرية التسليم الرئيس المخلوع بن علي واصهاره .ليواصل حمادي الجبالي إنتقاده للمعارضين التونسيين على طريقة وظروف وكيفية التسليم متهما إياهم بالمتشدقين بمبادئ حقوق الإنسان مضيفا أن مبادئ الثورتين التونسية والليبية من حقهما المطالبة بإسترجاع المتهمين والمجرمين والمطلوبين من طرف القضاء وهو ماإعتبره مطلبا شعبيا. وذهب رئيس الحكومة إلى حد أكبر وصولا إلى الإعتذار للشعب الليبي أمام النواب الشعب لما إعتبره مسا لمشاعر الليبيين، وللإشارة هنا فلقد حضر الجلسة بعض الشخصيات عن المجلس الإنتقالي الليبي لنفهم هذه المحاباة التي زادت عن حدها في بعض الأحيان رئيس الحكومة حمادي الجبالي وإن بدأ ملاكا عطوفا على حق الشعب الليبي كان عليه وبالأحرى أن يدافع عن المواطن التونسي البسيط والذي سئم المراهقات السياسية وتجنب البلاد الفتن ومحاربة الفقر والبطالة كأولويات الثورة التونسية. السيد حمادي الجبالي لن يكون رؤوفا ولا عطوفا على الشعب الليبي أكثر من التونسيين الذين فتحوا بيوتهم وتقاسموا المؤونة والغطاء في فترة لم ولن تستطيع أي حكومة في العالم تحملها إلا بإرادة شعب تونسي لقد تقاسم الليبيو ن الخبز مع إخوانهم التونسيون إبان الثورة الليبية حيث إحتضنت تونس أكثر من 300 ألف لاجئ ولم يتململ التونسيون لأنهم واعون أن الأخوة والواجب يحتم عليهم ذلك وأن التونسيون أهل الجود والكرم. يبقى السؤال لرئيس الحكومة المدافع عن الليبين من سيدافع عن الشعب التونسي والتونسيون العاملين بالقطر الليبي فهل سنرى رئيس الحكومة الليبي عبد الرحيم الكيب مدافعا شرسا على مصلحة تونس والتونسيون ؟