هناك عدد من السذج ينتظرون صدور قائمات حول الذين اجروا او باعوا أقلامهم وأصواتهم وألسنتهم ونصائحهم مقابل ثمن الى سلطة ظالمة قاسية كاذبة لكي يلمعوا صورتها لدى المجتمع... وكما يقول المثل الشعبي (كلمة في الصباح وكلمة في العشية...)والمضحك المبكي في هذه المهزلة ان السلطة كانت تستشهد بما يكتبه ويقوله المرتزقة الذين يتحصلون على –مقابل- وتؤكد على ذلك في أبواقها الإذاعية والتلفزية صباحا وليلا... وبعد سنوات من المغالطة توجها الجنرال بنفسه مساء يوم 13 جانفي 2011 بقوله وهو يرتعد "غلطوني" ولم يكن لديه الوقت الكافي لكي يحدد الجهات التي "غلطته" على حد زعمه وهو يعلم جيدا انه انشأ جهازا –إعلاميا- بأكمله مهمته الوحيدة الا نفاق على تلميع صورته ثم هل كان ساذجا الى حد الاعتقاد ان كل تلك الوفود الحاملة لشهائد منحتها اياه جاءت اعترافا بعلمه وبفلسفته؟ ثم هل المقالات والكتب التي تمدح شخصه هي حقا تتحدث عنه ؟ لا شك انه يعلم ان كل ذلك صنع بأموال الشعب المحروم والمنكوب وبقي يغالط نفسه وقد كون يحتقر في أعماقه كل المرتزقة الذين يلبسونه قميص –التقي الورع والعالم الجليل- لأنه يرى حجمه الحقيقي ويشعر به على الأقل أمام المرآة. في الماضي أشيع عن قائمة 86 تضم شعراء وكتاب وصحفيين وفنانين الذين يقدمون خدمات خاصة الى السلطة يتلقون عنها –مقابل- وحددت القائمة في ذلك الوقت باربعين اسما وتدخل أصحاب المساعي الحميدة ولاحظوا –ان الله يسامح ويغفر- ومرت الايام ولم يستخلص اي كان الدرس وأصبح الانبطاح أمام السلطة في وضح النهار واشتد سوق المراودة اثر بعث جهاز إعلامي يشرف على تنظيم –سوق عكاظ- الإعلامي ويظهر انه الى جانب توزيع الإشهار سهل وساهم في الحصول على مطابع وفرض "عناوين" على الوزارات وعلى المؤسسات... وأتساءل لماذا الإصرار على نشر قائمة المستفيدين من نظام انقلاب 87 فكل شيء واضح ولا داعي لاحراج من لا يحرج خاصة وانهم ارتدوا أقنعة الحرية والديمقراطية هكذا بين يوم 14 و15 جانفي2011 واختلط الحابل بالنابل وتداخلت الأصوات الملوثة النزيهة والكل يهاجم الماضي وينتقد ويمسك درع الحرية والديمقراطية والبعض يعرض خدماته وشعاره التجارب في ميدان التلميع والمغالطة وسحق الخصوم.. هكذا هناك قائمات جدية قد تكون اخطر من التي سبقتها لانها تسير في نفق شديد القتامة يؤدي الى الضياع وهذه نتيجة التهاون مع قائمة 86... الآن ترتكب الأغلاط باسم الحرية والديمقراطية. نوري مصباح