أبرمت الحكومة التونسية برئاسة حمادي الجبالي 10 اتفاقيات تعاون مع الجانب القطري وذلك اثر زيارة الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني إلى تونس للمشاركة في إحياء الذكرى الأولى للثورة التونسية... ، ثورة الكرامة والحرية ووسط اتهامات واسعة بالتدخل في الشؤون الداخلية. والجدير بالذكر أن قطر، وحتى قبل تنظيم انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، كانت قد قدمت وعودا لمساعدة تونس في اجتياز محنتها الاقتصادية، إلا أن التفعيل جاء بعد تشكل حكومة بأغلبية نهضاوية. وها هي تعلن أنها ستضع وديعة في الخزينة التونسية بقيمة 500مليون دولار . الاتفاقيات العشر تتمحور أساسا حول تفعيل التعاون بين الجانبين في بعض المجالات حيث أبرمت اتفاقية استثمار في سندات على الخزينة التونسية كما أن الاتفاقيات تركزت بالأساس بين الجمعيات الخيرية في كلا القطرين. ومن جانب أخر، وقّع الطّرفان مذكرات تفاهم بين بنك قطر الوطني ووزارة المالية التونسية بشأن البنك التونسي القطري، وأخرى بين حكومة الجمهورية التونسية وشركة الديار القطرية لإنجاز مشروع تهيئة محطة الأرتال بسوسة وأيضا حول مشروع "سبخة بن غياضة" بالمهدية بين حكومة الجمهورية التونسية وشركة الديار القطرية، كما وقعت وزارة الاستثمار والتعاون الدولي ومؤسسة الشيخ ثاني بن عبد الله للخدمات الإنسانية "راف"مذكرة تفاهم. الاتفاقيات شملت أيضا التعاون في مجال تكرير النفط والغاز الطبيعي واستكشاف آفاق الاستثمار في مجال حماية البيئة ودعم جهود مكافحة التلوث بين حكومة الجمهورية التونسية وحكومة دولة قطر، وأخيرا في مجال التكوين المهني. اتكال حكومة الجبالي على التعاون القطري امتد الى مجالات اخرى، حيث اعلن مؤخرا ان قطر ستضع وديعة في الخزينة التونسية بقيمة 500مليون دولار وقد اكد الجبالي في هذا الصدد ان قطر ستعمل على دعم المسيرة التنموية في تونس. وفي هذا الصدد لم يخف أعضاء الحكومة المؤقتة في مقدمتهم الوزير الأول ، سعادتهم بالتعاون التونسي القطري ففي تصريح صحفي عقب لقائه بالأمير القطري قال الجبالي أن حكومته "تعقد آمالا كبيرة على هذه الزيارة التي من شأن نتائجها المأمولة دعم المسيرة التنموية لتونس"، مشيدا بالدعم الذي قدمه أمير دولة قطر لثورة تونس والربيع العربي، حسب قوله. زيارة الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني إلى تونس رافقتها موجات غضب شباب الثورة التونسية أرادوا من خلالها التعبير عن رفضهم لتعميق العلاقات التونسية القطرية واستنكارهم تورط حكومة الجبالي ،ومن ورائها حركة النهضة، في علاقات اتفاقيات وتعاون بين الجانب القطري والتونسي تهدف الى التدخل في الشؤون التونسية. وقد تصاعدت الانتقادات للدور القطري منذ اوائل تشكيل الحكومة التونسية المؤقتة الحالية ، فالعديد من الأوساط السياسية التونسية عبّرت عن خشيتها من تزايد النفوذ القطري في تونس،حيث يذهب البعض إلى حد القول أن تعيين وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام تم بقرار قطري،علما وان عبد السلام هو صهر راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، وكان قد عمل لسنوات مديرا في مركز الدراسات التابع لشبكة “الجزيرة” في قطر. من جهة أخرى تشير بعض التقارير وايضا الكتابات الى ان تنامي دور قطر في الخارطة السياسية العربية ومحاولاتها، بكلّ الطرق، السيطرة والتدخل في الشؤون الداخلية لجميع الاقطار العربية وخاصة بلدان المغرب العربي، وراءه اسرائيل، حيث يعلق سامي ريفيل الذي عمل مديرا لمكتب مدير عام وزارة خارجية إسرائيل ومديرا لمكتب المصالح بين قطر واسرائيل، في كتابه "قطر واسرائيل- ملف العلاقات السرية الإسرائيلي"، "ان حكومة قطر ذللت كل الصعاب وحصل على تسهيلات كثيرة من مسؤولين قطريين كبار وشركات قطرية كبرى" وقال أيضا ان "الشيء الرئيسي لعلو شأن دولة قطر يعود إلى الدور الذي تلعبه كجسر معلق بينها وبين إسرائيل" ملمحا إلى الدور الذي لعبته قطر في دعوة الكثير من الدول العربية ولا سيما دول المغرب العربي إلى فتح العلاقات تجاه الدولة الإسرائيلية تحت مسميات تجارية علنية وسرية" هذا واشار الكاتب الى موقف مجلس التعاون الخليجي لمّا اعلن عن وقف المقاطعة الاقتصادية غير المباشرة المفروضة على الشركات العاملة في إسرائيل أو معها، وتلت ذلك إقامة علاقات بين إسرائيل وهيئات ومؤسسات وشركات طيران عربية، مثل الخطوط الملكية الأردنية، وطيران الخليج ومقرها البحرين، والخطوط الجوية القطرية، وغيرها من الشركات التى خفظت من القيود المفروضة على المسافرين والسلع الآتية من إسرائيل إلى الدول العربية. وكلها بمساعدة قطرية. لا يخفى عن احد أن المساعدات والوعود القطرية لتونس جاءت نتيجة للعلاقات المتينة التي تربطها بحركة النهضة، فالسؤال هنا الذي يجب طرحه، إذا كانت حركة النهضة على دراية بالعلاقات المتينة التي تجمع قطر بإسرائيل، كيف لها المضي قدما في تعاملها مع الجانب القطري وما قد يشوبه من شوائب؟ لكن قد تاتينا الإجابة من خلال التصريحات التي ترد علينا من حين الى اخر، من الولاياتالمتحدة الاميركية، لزعماء حركة النهضة من اشادة بديمقراطية اسرائيل وهلّم جرّا... نائلة النوري