بعضهم إقترح على الشاب "مزية"...والبعض الآخر لمّح إلى "خدمة بعد الوقت"..والقصد واضح؟...
غريبة هي أطوار هذه القصة التي رواها لنا الشاب هشام طراد ووالده..والأغرب أن عقلية العهد البائد ما زالت مقيمة في رؤوس بعض مسؤولي الشركة التونسية للكهرباء والغاز (ستاغ) الذين تصرفوا مع هذا الشاب بمنطق "الباندية" في زمن نظن فيه جميعا أن مثل هذه العقلية وهذه التصرفات لا مكان لها في تونسالجديدة. وبالتفاصيل المملة روى لنا هذا الشاب حكايته فقال:"يوم 9 جانفي الحالي تحديدا تهاطلت أمطار غزيرة على العاصمة...وبعد بضع دقائق سمعت دويا منبعثا من عداد الكهرباء...ذهبت لمعاينته فإذا به لم ينزل إلى وضع الإقفال (قطع الكهرباء) بل ما زال في وضعه العادي أي أن الكهرباء لم تنقطع عن آلات محل الفواكه الجافة الذي أعمل به بنهج الهند عدد 34 بالعاصمة". الآلات حرقت ويواصل السيد هشام قصته فيقول: "توجد فوق المحل اسلاك كهربائية من عهد نوح..وهي التي كانت سببا في احتراق آلتي التبريد "Deux réfrigérateurs comptoir " وجهاز تلفزة و"Home cinéma" وهذه الآلات لم يمض على شرائها شهر حيث اقتنيتها يوم 13 ديسمبر 2011 بمبلغ يفوق 5 آلاف دينار...وهذا المبلغ اقترضته من اختى حتى أبعث هذا المشروع الذي يبعدني عن البطالة وتبعاتها.. اتصلت بالستاغ فارسلوا لي فريقا مكونا من تقننين تابعين لمصلحة الإعطاب (Sce Dépannage) ورغم أنهم جاؤوا بعد سبع ساعات كاملة فقد عاينوا العداد والأسلاك واكتفوا بالقول "ما عندك شيء في العداد..." وقد كانوا يستمعون معي إلى ما يسمى "Parasites" منبعثة من الأسلاك المبللة بماء المطر... طلبت منهم أن يساعدوني على إصلاح العطب وإعادة الكهرباء... ولم انتبه آنذاك إلى أن كافة الآلات قد احترقت (بالمفهوم الكهربائي طبعا) فقالوا لي 'ماهيش خدمتنا..لكن باش نعملوا عليك مزية..عاود طلع ال Disjoncteur حتى نرى" نفذت ما طلبوا مني فأعيدت نفس الحكاية (Eclatement) عندئذ قالوا لي: برّا اشكي للستاغ..ما عندنا حتى حل". روتين قاتل في الستاغ "ذهبت إلى إقليم بارتو وتحديدا إلى السيدة دخلاوي فطلبت مني تعمير استمارة اصف فيها الحالة بالتدقيق..كان ذلك يوم 10 جانفي (مقابل Décharge) فأرسلوا لي 4 فنيين تابعين لمصلحة المختبر (Sce Labo) وبعد المعاينة استنتجوا أن العطب يعود إلى اسلاك الستاغ..وطلبوا مني أن أعود إلى السيدة الدخلاوي كي أتفاهم معها على الإضرار التي لحقت محلي جراء ما حصل...عدت إليها فطلبت مني أن انتظر وصول تقرير التقنيين في الغرض..وعدت إليها مرة أخرى فقالت لي بكل حدة ولا مبالاة "أقعد استني كي غيرك"!! وها أنا انتظر إلى يومنا هذا ولم يقع إرجاع الكهرباء ولم يقع أصلاح الإعطاب..لقد كنت أذهب إليها يوميا إلى درجة أنها "فدت مني" وقالت لي بالحرف الواحد:"ما عادش تجيني"!!" "خدمة بعد الوقت" "في الأثناء أرسلتني إلى زميلها زياد الذي أغلق كافة الأبواب في وجهي ووجه والدي أيضا...وبعد الإلحاح قال لنا: "باش نعمل عليكم مزية ونجيكم بعد الوقت"..وفعلا جاء بعد الوقت وقال لنا إن ال "Installation كلها يجب تغييرها...لكن ليس عن طريق الستاغ...وطبعا فإن القصد واضح ولا يحتاج إلى عبقرية لنفهمه..وعندما رفضت تلميحاته وذهبت إليه مرة أخرى في الإقليم حاول استفزازي وادعى أنني حاولت أن اعتدي عليه بالضرب واقترب مني وقال "اضربني توة نهزك للحبس.." وليس هذا فقط بل استفزني عمال آخرون معه وحاولوا الاعتداء علي بالضرب حتى امتنعت عن الذهاب إليهم خوفا من حصول ما لا تحمد عقباه". إلى ر- م-ع- الستاغ ويختم هذا الشاب بالقول: "إني أوجه نداء إلى الرئيس المدير العام للستاغ كي يتدخل ويوقف هذا السلوك الذي لا يليق.فأنا متضرر وصاحب حق.. وحتى المزود الذي اشتريت منه الآلات لم يعترف بالإضرار وله حق في ذلك لأنها ناتجة عن أسلاك الشركة وقوة الضغط الكهربائي المفاجئ. وأنا لا أتصور أن إدارة الستاغ ترضى أن يوجد بين أعوانها مثل هؤلاء..وليعلم الجميع أن كل ما قلته عندي ما يثبته صوتا وصورة وشهودا". جمال المالكي