بثت قناة "التونسية" برنامجا بعنوان"يوميات مواطن" وانتقلت كاميرا البرنامج الى اقصى نقطة في الريف ... التونسي من منطقة عين دراهم ولاية جندوبة حيث كشفت لنا عمق المأساة التونسية وصحة التهميش والاقصاء. عرضت لنا حالة فريدة من نوعها بطلها شيخ ناهز الثمانين من عمره يعيش قهر الفقر و الوحدة و يتألم من اوجاع الماضي والحاضر والمستقبل .شيخ هرم من اجل الحصول على قوت عيشه لا يعرف من تونس سوى 2 كلم حيث يقطن ويعمل ؛شيخ لا ناقة له ولا جمل وكل ما يملكه كوخ وسرير وبعض الاغراض البالية الشاهدة على العصر. الشيخ لا يحمل من التاريخ سوى صورا ضبابية والاغرب مافي الامر انه لا يعلم عن الحاضر شيئا فهو لا يعلم ان تونس قد ثارت وتمردت وغيرت معطيات التاريخ ؛لا يعلم ان علم بلاده رفع في وجه الطاغية بن علي ولا يعلم ايضا ان حكومة جديدة قد تشكلت بعد معارك كر وفر لا تحصى ولا تعد ولا يعلم ايضا ان الطرابلسية قطاع الطرق يمكثون في السجن...ولا يعلم أي شيء عن واقعه فالتاريخ بالنسبة له وقف عند حكم بورقيبة و لم يسمع ابدا بإمبراطورية بن علي و ازلامه. هذه الشهادة الحية التي نقلتها قناة "التونسية" اثارت جدلا لدى الراي العام التونسي الذي استغربها وندد بإمكانية اعادة انتاج سياسة التهميش و الاقصاء مع الحكومة الجديدة. وحول هذا الموضوع كون رواد الفايسبوك صفحات عديدة تندد بسياسة الاقصاء والتهميش وتطالب بلفتة الى اقاصي الريف التونسي ورد الاعتبار لكل من ظلم وقهر زمن بورقيبة وزمن الطاغية بن علي.فعلا هذا الشيخ هو نموذج مصغر من قصة اهل الكهف لان التاريخ بالنسبة له توقف عند حكم بورقيبة.