مدينة سليانة الواقعة وسط سهول منبسطة تبعد عن قرية زامة الشهيرة حيث هزم حنبعل في معركته الشهيرة ضد الرومان لما تحالفوا مع السكان الاصليين وقد عمرها المعمر الفرنسي في فترة الثلاثينات
ولم يكن الاختيار اعتباطيا بل لما تتوفر بها من معطيات جغرافية حتى ان اختيارها في فترة السبعينات كولاية كان مدروسا فهي تفتح على سبع ولايات وهي القيروان وسيدي بوزيد وزغوان وباجة والكاف والقصرين وجندوبة .
المدينة الواقعة وسط سهول منبسطة وببساطتها تشد سحر الناظر وخاصة في فصل الربيع حيث يختلط المشهد الريفي بالحاضرة نقلة نوعية على مستوى التطور الحضري بنايات فاخرة مرافق متوفرة ورغم بعض النقائص على مستوى البنية التحتية فإن شوارعها بدأت تستعيد نظافتها كما كانت في السابق وحركية وضوضائية وخاصة يوم السوق الاسبوعية والى جانب الحاضرة تستحضر مشاهد تجعلك تتخيل انك متواجد في ريف, فالمدينة تحيط بها سهول شاسعة ومزارع خضراء بدأت تتحول الى موطن للطيور المهاجرة فترى اللقالق تبني أعشاشها على أعمدة الكهرباء وترى أنواعا شتى من الطيور قد اتخذت أماكن لها لتمضية فصل ربيع متميز كما دأبت اسلافها. المكان سكنته الطيور على مدى عصور كما سكنه الانسان منذ الاف السنين فاسمها يعود الى الاف السنين نسبة الى سليانويس قائد حربي بربري لتتوارث الاجيال اللاحقة تلك التسمية.
ويظل اسم ذلك البطل في ذاكرة الاجيال المتعاقبة سليانة تعتبر قلعة نضال فالبربر قارعوا الرومان وسكانها تصدوا للاستعمار ولعل ابرز دليل معركة جبل برقو الشهيرة التي وقعت على بعد 20 كلم من المدينة حيث تحالفت قبائل اولاد عون واولاد عيار والبراقة وغيرهم ليكونوا خلية مقاومة مقاومة أبناء سليانة تواصلت في الزمن البورقيبي وظلوا متمسكين بمبادئهم ورغم التهميش والاقصاء المتعمد فقد اصر سكانها على مقاومة الظلم وظلت تحتضن المقاومين والمعارضين ويبرز ذلك احتضانها للمناضل الشهير الطاهر لسود.
ورغم التهميش الذي تواصل في فترة بن علي الا ان احرارها رفضوا الخضوع له وكانت اولى الانتفاضات في تونس ابان التسعينات وقد رفعوا شعار «خبز وماء وبن علي لا». وقد تم الزجّ بكل المناضلين في السجون في ظل التعتيم الاعلامي المتعمد ان ذاك معطيات تاريخية واخرى جغرافية تجعل من سليانةالمدينة وحتى المناطق التابعة لها مفخرة لكل التونسيين وما يزيد بالاعتزاز بتلك المدينة طيبة سكانها ورفعت اخلاقهم ، فالترحاب والتبجيل من سماتهم اضافة الى الكرم وحسن الضيافة.