سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
على هامش زيارة المرزوقي إلى البلدان المغاربية المعاملة بالمثل حجة جمدت كل الاتفاقيات بين البلدان المغاربية تونس بادرت بتجاوز هذا الجمود والجزائر تحركت في الاتجاه نفسه
استأثرت الزيارة التي قام بها السيد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية الى بلدان المغرب العربي وهي على التوالي المغرب وموريتانيا والجزائر... اهتمام شرائح كبيرة من التونسيين وخاصة الأوساط الإعلامية وبين مؤيد لهذه الزيارة ومشكك في جدواها يبقى الاهتمام بها قائما لتقييم جدواها من عدمه واستشراف نتائجها على المديين القريب والبعيد وفي إطار هذه المتابعة علمنا من مصادر مطلعة برئاسة الجمهورية ان السيد المنصف المرزوقي تبين له من خلال هذه الجولة وما تضمنته من محادثاته مع الزعماء والمسؤولين الأشقاء في هذه البلدان ان من أهم المعيقات التي حالت دون تفعيل الاتفاقيات المبرمة سواء على مستوى الاتحاد المغاربي او على المستوى الثنائي هي مسالة المعاملة بالمثل اي ان كل دولة تطرح مسالة المعاملة بالمثل فتجمد هذه الاتفاقية او تلك ويمكن ان نأخذ الجزائر مثالا في هذا المضمار حيث ترفض منح الإقامة للجالية التونسية المقيمة في الجزائر تماما مثلما تفعل تونس في هذا المجال. ويبدو حسب مصادرنا ان السيد المنصف المرزوقي تعهد بتفعيل هذه الاتفاقيات بتجاوز مسالة المعاملة بالمثل. ذلك ان تونس ومباشرة بعد عودة الرئيس المرزوقي الى ارض الوطن بادرت بتسوية وضعية الإخوان الجزائريين المقيمين بتونس والتابعين للخطوط الجوية الجزائرية ومنحهم حق الإقامة . ويبدو ان هذه المبادرة التي علمنا من نفس المصادر أنها ستتبع بمبادرات وإجراءات أخرى يبدو أنها لقيت صداها لدى الطرف الجزائري حيث اتصلت السلط بهذا البلد الشقيق بالتونسيين المقيمين بالجزائر والتابعيين للخطوط الجوية التونسية وأعلمتهم ان وضعيتهم فيما يتعلق بالإقامة هي بصدد التسوية. مع العلم ان تونس وقبل زيارة السيد المنصف المرزوقي الى الجزائر قد فتحت باب حصول الجزائريين المقيمين بتونس بصفة دائمة على الجنسية التونسية وهي مسالة بقيت معلقة وشبه مستحيلة منذ ستينيات القرن الماضي. وهكذا يتبين انه اذا ما توفرت الإرادة السياسية فانه بالإمكان تفعيل الاتحاد المغاربي وقد فتح السيد المنصف المرزوقي الباب على مصراعيه لدفع العلاقات المغاربية وإخراجها من الجمود الذي عطلها طيلة عقدين او أكثر فهل ستستجيب البلدان المغاربية الأخرى لهذه المبادرة وتمكن شعوب المنطقة من استغلال الفضاءات الرحبة الحبلى بالإمكانيات الطبيعية والبشرية لتكون من أحسن مناطق العالم ثراء وعطاء لا لشعوبها فقط بل الى الإنسانية قاطبة ؟ أملنا وطيد في ان يتحقق ذلك طالما ان هناك رجالا امنوا بترابط وتشابك المصالح ووحدة المصير.