كم كنت أود أن أحاورك محاورة الابن لأبيه أو التلميذ لأستاذه أو المريد لشيخه أو حتى الخادم لسيده لا لشيء لأني أعشق العلم والعلماء وأنحني إجلالا وإكبارا أمام العظماء ولكن صراحة خاب ظني فيك عندما صدمتني بمواقفك الغريبة من شريعتنا السمحاء فبعد ان أحللت ما حرم الله سمحت لنفسك أن تسيء لأمنا أم المؤمنين عائشة زوج حبيبنا المصطفى وحمدا لله على انتهاء وقت البرنامج وإلا لما سلم منك لا علي ولا عثمان ولا فاطمة ولا حتى مريم العذراء ...عذرا عذرا سيدي زلة قلم لا غير قل ما شئت قل حتى نحن أبناء عليسة وأمّنا ليست حواء ولكن أتحداك ثم أتحداك أن تتفوه ولو بربع كلمة في أم عيسى لأن ذلك يعتبر خطا أحمر وأسيادك في الغرب لن يتسامحوا معك لو حاولت أن تتجاوز خطوطهم الحمراء . معذرة دكتور ، عن طول المقدمة وعدم الدخول في جوهر الموضوع ، فدليلي حقيقة احتار من أين سأبدأ لا سيما وأنت الدكتور المفكر والمؤرخ صاحب الكتب والأطروحات أما أنا فلا زلت في بداية الطريق ليس لي في رصيدي إلا عدة مقالات ولا زلت أتردد متى تكتب الهمزة على الواو أو الياء أم على السطر فهذا يستصعب عليّ في عدة حالات رغم ذلك أتحداك ثم أتحداك . اخترت أن أحاورك في موضوع الخمر وأعدك أن لا أجادلك لا بالحديث ولا بالآيات ولن أقول لك لا تقرب الصلاة وأنت سكران ولا الخمر رجس من عمل الشيطان ولا أن بنت العنب تصد عن الذكر وعن الصلاة . ولكن أجبني بربك يا دكتور كم من حفل زفاف جراء ام الخبائث تحول إلى مأساة وكم من شخصية فقدناها في حادث من حوادث الطرقات وكم نفس بريئة او غير ذلك زهقت في جلسة من جلسات المجون والخمريات وكم من عائلة تشردت وذهب ضحيتها البنين والبنات يا دكتور ألم تقل أنك عقلانيا وتؤمن بقدرة العقل ألا يذهب الخمر بعقل صاحبه ولو لبعض سويعات أليس الخمر مكبلا وإذا فسد العقل فسدت الآمة . لماذا تقف دائما عند فويل للمصلين أم استهواك قول الشاعر : ودع المساجد للنساك تعبدها وهيا للخمار يسقينا فربك لم يقل ويل لشاربها بل قال ويل للمصلين سامحك الله يا دكتور فموضوع إحلال الخمر موضوع قديم وقد سبقك في إثارته بعض المستشرقين كان من المفروض أن ترتفع عن هذه المهاترات كان من باب أولى وأحرى أن يقع تركيزنا عن تجريم من سولت لهم أنفسهم تزييف إرادة الشعب وتدليس الانتخابات أليست هذه من الأولويات . وفي الختام لن أطالب بإهدار دمك ولا بمنعك من الكلام ، فمعاذ الله، ولكن كم كنت أود أن تعتذر لدى الشعب وتتوب إلى الله عسى أن يبدل الله سيئاتك حسنات. المنذر معمر