وزيرة المرأة من نيويورك :" تونس انخرطت في مقاربة عقلانية تدعم النهوض بالمرأة وتحرّرها الكامل ... أهم تحدّ مطروح على التونسيين جميعا اليوم هو تحقيق "التنمية العادلة" وإذا كان الهدف الأساسي من التنمية عامة هو سعادة كل الناس وتلبية حاجاتهم، والوصول بهم إلى درجة ملائمة من التطور وتعميق إنسانيتهم، فالتنمية العادلة هدفها إسعاد جميع البشر باعتبارهم مواطنين متساوين في الحقوق رجالا ونساءً في الريف وفي المدن في المناطق الداخلية في المناطق الساحلية، فالتنمية العادلة تقوم من أجل البشر وبالبشر أنفسهم الذين هم أهم وسائل تحقيقها. إذن التنمية العادلة تفترض مشاركة جميع مكونات المجتمع في هذه العملية كمتلقّين وفاعلين في نفس الوقت فالتنمية هي بالأساس عملية أفقية يشترك فيها جميع المواطنين. فالتنمية الاقتصادية لا يمكن أن تتحقق دون تنمية بشرية وإدارية واجتماعية فدون طاقات وكوادر ومجتمع سليم من الأمراض والآفات فبغير معرفة أو علم لن تتحقق التنمية الشاملة ولا العادلة. ولهذا من الضروري تفعيل كل طاقات المجتمع نساءً ورجالاً في المدن وفي الأرياف من أصحاب الشهائد والكوادر العليا ومن المهمّشين وأصحاب السواعد الفاعلة حتى نتشارك جميعا بشكل أفقي في تحقيق رقي البشر وإسعاد كلّ فئات المجتمع كيف يمكن للمرأة اليوم أن تساهم في عملية صنع القرار السياسي المتعلّق بعملية التنمية لتكون شريكا فاعلا حقيقيا؟ حتى تكون المرأة عنصرا فاعلا في عملية التنمية لابد أن تتوفر عدة عوامل أهمها : عوامل ذاتية التكوين والمعرفة بالأهداف الإستراتيجية والمرحلية لصانعي القرار وهذا من خلال الاهتمام بالشأن العام الاجتماعي والسياسي و الكفاءة والقدرة على إبداء الرأي والإقناع واكتساب بعض الصفات المساعدة على ذلك كالجرأة وطلاقة اللسان والفطنة والذكاء وسرعة البديهة. عوامل خارجية الإرادة السياسية : إن الإرادة السياسية متوفرة حتى وإن كانت متذبذبة وفي بعض الأحيان مترددة لكنها موجودة في القوانين والتشريعات السابقة وهذا يعتبر في حد ذاته إنجاز وشيء إيجابي وعلى المرأة أن تعمل على الحفاظ عليه والقيام بعملية بناء ومواصلة مسار التنمية سهام بادي تؤكد من نيويورك ضرورة تحسين وضع المرأة في العالم أكدت وزيرة شؤون المرأة والأسرة سهام بادي خلال النقاش العام الذي تخلل أشغال الدورة 56 للجنة وضع المرأة بمنظمة الأممالمتحدة الملتئمة بنيويورك (من 27 فيفري الماضي إلى 9 مارس الجاري) على الجهود المبذولة على المستوى الدولي والوطني والإقليمي لتحسين وضع المرأة في العالم، مشيرة إلى أن تجاوز سياسة اللامساواة والتمييز تجاه المرأة يستوجب إرادة سياسية حقيقيّة من اجل فرض مساهمة نشيطة لها في كافة المجالات حتى تتمكن من لعب دورها كاملا في مسار التنمية. وقدمت الوزيرة بالمناسبة بسطة شاملة عن مكتسبات تونس في مجال النهوض بالمرأة، مشيرة إلى أن تونس انخرطت في مقاربة عقلانية تدعم النهوض بالمرأة وتحريرها الكامل ومشاركتها الفعالة والنشيطة في مختلف مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وأضافت إن هذه المكتسبات تدعّمت بعد الثورة، خصوصا من خلال اعتماد المناصفة على مستوى القائمات الانتخابية. ولاحظت أن المرأة التونسية، انخرطت طيلة ثورة 14 جانفي 2011 في الحراك الشعبي من اجل الحريات والكرامة إلى حين سقوط النظام السابق الذي لم يتردد طيلة ثلاثة عقود من الحكم القمعي في استخدام مكتسبات المرأة التونسية لتلميع صورته. وجددت الوزيرة التزام تونس ما بعد 14 جانفي، بكل مكوناتها الاجتماعية، بالسهر على دعم اندماج المرأة التونسية وخاصة في المناطق الريفية، وتيسير وصولها إلى مراكز القرار، وتوطيد مشاركتها كمواطنة فاعلة في الحياة العامة والسياسية في إطار الانتقال الديمقراطي الواعد. ولدى تطرقها إلى مسالة "هشاشة المرأة في النزاعات المسلحة في العالم"، انتهزت الوزيرة هذه المناسبة للفت انتباه المجتمع الدولي للمعاناة التي تتكبدها المرأة الفلسطينية والمرأة السورية في الجولان السوري المحتل وتوجهت السيدة سهام بادي، باسم تونس، بدعوة للمجموعة الدولية حتى تولي مزيدا من الاهتمام إلى هذه المسالة وتجد حلا عاجلا لوقف الاحتلال الإسرائيلي وللحفاظ على السلام والأمن في هذه المنطقة من العالم . وأشارت الوزيرة في هذا الصدد إلى أن تونس لن تدخر أي جهد لضمان نجاح هذه الندوة، وستواصل جهودها في النهوض بدور ووضع المرأة سواء على الصعيد الوطني والإقليمي أو الدولي، وذلك عبر تأكيد دور المرأة باعتبارها مساهما رئيسيا في التنمية. ندوة وطنية بعنوان : أي دور للمرأة في التنمية؟ تنظم جمعية تونسيات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة يوم 8 مارس 2012 بنزل أفريكا بتونس ندوة وطنية بعنوان "أي دور للمرأة في التنمية ؟، وذلك بمشاركة شخصيات أكاديمية وطنية وعالمية على غرار ممثلة عن الأممالمتحدة لبرنامج المرأة والتنمية وممثل للاتحاد الأوروبي لبرنامج المرأة والتنمية. ريم حمودة