سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أعوان ديوان التطهير يطالبون بتحسين أوضاعهم المهنية و الاجتماعية إسماعيل السّحباني: عملنا يرتكز على الدّفاع عن العامل و ضمان استقرار المؤسّسة بعث نقابة وطنية لديوان التطهير
كاتب عام النقابة الأساسية: الاعتصام و الإضراب هو الضامن لتحقيق المطالب ... دعت النقابة الأساسية لأعوان الديوان الوطني للتطهير بتونس التّابعة لإتحاد عمّال تونس لعقد اجتماع عام للنظر في الوضعية العامة للديوان خصوصا تلك التي تهم الوضعية المهنية و الاجتماعية للأعوان و العمّال التي لم تعرف تحسّنا منذ سنوات. و حتّى الثورة المباركة ل 14 جانفي 2011 لم تغيّر شيئا بل و لم تقتحم بعد أسوار الديوان الوطني للتطهير.. جاؤوا يوم الخميس الماضي من أغلب ولايات الجمهورية، من القيروان و من نابل و من بنزرت و من سوسة ليشاركوا في هذا الاجتماع و يبلّغوا اهتماماتهم و مشاغلهم و طموحاتهم الشرعيّة للمسؤولين قصد إيجاد حلاّ مناسبا لها معتمدين في ذلك على طريقة الحوار المباشر و تحسيس من يهمّه الأمر بضرورة التفاوض لبلوغ مطالبهم، و لكن هذا لا يعني أنهم في صورة عدم الاستماع لهم و رفض التفاوض معهم، أنّهم سيقفون عند هذه المرحلة، بل أكّد لنا كلّ من تحاورنا معه أنّهم لا ضمان لهم في تحقيق مطالبهم سوى الالتجاء إلى الاعتصام و الإضراب في مراكز عملهم لبلوغ مطالبهم المتواضعة و الشرعية. و سعيا من جريدة " الخبير " على مواكبة مثل هذه الأحداث الهامّة و تقديم صورة ميدانية صادقة، انتقلنا على عين المكان بمقرّ الديوان الوطني للتطهير بشارع الهادي نويرة بالعاصمة و أجرينا هذا الريبورتاج مع بعض المشاركين في هذا الاجتماع: * صابر المنّاعي، الكاتب العام للنقابة الأساسية: نظمنا هذا الاجتماع للنظر في أحوال الديوان التي لم تعرف تحوّلا لا قبل الثورة و لا بعد الثورة. جميع المؤسّسات تغيّرت أوضاعها بعد 14 جانفي إلاّ نحن لم يرتقي وضعنا إلى مستوى قيمة الثورة المجيدة التي عرفت بثورة الكرامة.. و ألاحظ أن هذه النقابة الفتية لاقت صعوبات و عراقيل جمّة من قبل المسؤولين و أطراف اجتماعية أخرى، لأنّ هذه النقابة استطاعت في وقت زمني قياسي أن تجمع حولها العدد الكبير من الأعوان و العمّال، و هذا في حدّ ذاته يتنافى مع التوجّه التعدّدي السياسي و النقابي الذي ارتضته البلاد بعد الثورة.. و بالرّغم من ذلك فإنّنا نضع مصلحة الديوان و استقراره و توازنه قبل أيّ اعتبار، بمعنى مطالبنا تتمثّل في الآتي: - تغيير و تحديث القانون الأساسي للأعوان الذي لم يعرف تحويرا منذ انبعاث الديوان. - إعادة النظر في وضعية الأعوان التي بقيت بعض المحاولات للقيام بذلك حبرا على ورق. في الديوان غير مسموح للعون بأن يطمح أو يحلم.. " الذي دخل عامل يخرج عامل.. و الذي دخل عون يخرج عون "، و هكذا.. فالدّيوان يتوفّر على العديد من المثقّفين و أصحاب الشهائد و الفنّيين و لكن تلك هي إرادة المسؤول.. فمن غير المعقول أن يتقدّم أحد الأعوان بشهادة علمية أو فنيّة عام 2000 و لا تؤخذ بعين الاعتبار إلاّ في هذه السنّة.. أمر لا يقبله العقل و لا يمك أن يستمرّ.. لهذه الأسباب نظمنا هذا الاجتماع ليتولّى العون بنفسه تبليغ مشاغله بلا وسيط حتّى نكوّن في العون و العامل ثقافة المطالبة بحقّه و الدّفاع عن نفسه بأسلوب حضاري راقي.. - تفعيل التكوين المستمرّ داخل المؤسّسة بصفة مستمرة و دورية لتكوين.. * المنصف بن رمضان، مركز الصيانة بالشرقية: أنا أعمل بمركز الصيانة بالشرقية منذ مدّة طويلة، الأمور هناك تاعبة، الآلات معطّبة و ظروف العمل قاسية، و يمنعوننا من الاتصال بالمسؤولين لإبلاغهم بذلك.. مطالبنا نحن أعوان الصيانة بسيطة جدّا تتمثّل في تمكيننا من منحة الصيانة و تمكيننا من آفاق التدرّج في الرتب المهنية و الإدارية.. بالله عليكم لماذا نعمل و مجتهد و نتسابق إلى المنافسة و تقديم الإضافة إذا لم تكن هناك طموحات للرقيّ الإداري.. الأسلوب المتّبع من قبل الدّيوان يعلّم الخمول و الكسل و اللاّمبالاة.. * لطفي الحمزاوي ، مركز الصيانة بالقيروان: الإشكالية بالنسبة إلينا أنّنا كنّا عمّال عرضيين OCCASIONNELS منذ 11 سنة، بعد التسمية وقع الاتّفاق مع الإتحاد العام التّونسي للشغل آنذاك، و نحن الآن ننتمي إلى إتحاد عمّال تونس، على اعتماد سنوات العمل العرضية، و تمكيننا من رتب و درجات مهنية منذ تسوية الوضعية، لكن إلى الآن لم نحصل على شيء.. كما أنّه لم يكن الديوان يعتمد في التسمية على شهائد الكفاءة المهنية، و في 2010 تمّ الاتّفاق على الاعتراف بهذه الشهائد و تمّ إلحاق الأعوان إلى الورشات المختصّة، في الحدادة و النجارة و الكهرباء و غيرها حسب مؤهلات كل واحد منّا، و طالبنا الرتب التأهيلية كأمر طبيعي للعمل الذي نقوم به. إلاّ أنّنا فوجئنا بأن الفنّي في النجارة أعطوه رتبة مساعد نجّار، و الفنّي في الكهرباء وضعوه في رتبة مساعد كهربائي و البنّاء مساعد بنّاء و هكذا، بمعنى أنّنا خسرنا أقدمية 11 سنة و وضعونا في رتبة أقلّ بكثير من مؤهلنا العلمي أو الفنّي، و بالرّغم من المساعي التي قامت بها النّقابة لم نحصل على حقوقنا الشرعية.. و إذا تريد أن تتكلّم يجب أن يكون لك سند في الإتحاد العام التونسي للشغل لتحصل على حقوقك.. أتمنى أن تنتفي هذه الممارسات التي أقل ما يقال عنها أنّها لا تتماشى مع أهداف الثورة و لم تعد مقبولة في مجتمعنا.. * الطّاهر الشّيخ، مركز الصيانة ببنزرت: أطلب من المسؤولين الكبار الذين يرجع إليهم الرئيس المدير العام بالنظر للاعتناء بنا، و إدارتنا التي هي بعد الثورة و اعتصام الإخوة بالشرقية و الاحتجاجات بالإضافة للمضايقات هنا من النقابة و من المقر الاجتماعي للدّيوان، أقول بأنّ لا تزال هناك كثير من المحسوبية و المضايقات و المعاملات بنظام المكيالين و تعمل على إدخال إدارتنا في حائط و يلقون بها في الهاوية.. لا توجد ترقيات، و ليس هناك تسميات أو نقل للإطارات التي أتت في غير وقتها.. ففي مركز الصيانة ببنزرت لا يوجد مسؤول في مكانه و لا تجد مع من تتباحث في أمور السير العادي و اليومي للعمل، علما بأنّهم احتجّوا و رفضوا النقل التي قرّرت في شأنهم، فقط يستهلكون في بطاقات الهاتف الجوّال و البنزين و يتمتّعون بالامتيازات العينية على حسابنا و حساب التصرّف المالي لسلك الموظّفين. و الملاحظ أنّه لا أحد منهم باشر عمله منذ أكثر من ثلاثة أسابيع.. و صدق الوزير الأوّل الباجي قائد السبسي الذي قال: الإطار الذي لا يعمل يبقى بمنزله و يأخذ أجرته و المؤسّسة تتطلع رابحة.. الوضع هذا تعاني منه المؤسّسات العمومية بطمّ طميمها.. و يمكن القول إن لم نلحق هذه المؤسّسات و ننقذها ممّا هي فيه فستهوي و تضمحل بفعل الاستغلال الفاحش الذي تتعرّض له من قبل الإطارات العليا.. سيّارات فخمة.. و بنزين.. و صيانة مستمرّة و تصليح لهذه السيارات بآلاف الدنانير، و بطاقات شحن الهواتف الجوّالة و العديد من الامتيازات العينية العديدة الأخرى، و الشباب عاطل عن العمل لا يجد ثمن قهوة أو كسكروت.. يا سادة ثمن سيارة إدارية فخمة لمدير و مصروفها اليومي و الشهري و السنوي، كفيل بتشغيل عشرات الشباب العاطل عن العمل الذي أرهق الحكومة بتفكيرها المتواصل لإيجاد مواطن شغل يحفظ كرامة هذا الشباب الضامن الوحيد لمستقبل تونس.. إثر ذلك صاحبنا الجميع إلى قاعة الاجتماعات بمقرّ إتّحاد عمّال تونس بنهج اليونان بالعاصمة، أين ألتئم هذا الاجتماع برئاسة السّيد عبد العزيز الزواري الأمين العام المساعد و بإشراف متميّز للسيد إسماعيل السّحباني الأمين العام لاتحاد عمّال تونس، و بحضور أعضاء المكاتب النقابية الجهوية للدّيوان الوطني للتطهير بكلّ من: تونس، أريانة، منّوبة، بن عروس، بنزرت، نابل، القيروان، و بمساندة النّقابة الوطنية للمهندسين المساعدين و الفنّيين.. و قد افتتح السيد صابر المنّاعي الجلسة معرّفا بالنقابة الأساسية الفتية للدّيوان. ثمّ أعطى بسطة ضافية على الأسباب التي دفعتها لتنظيم هذا الاجتماع و الذي تمحورت التدخلات خلاله حول اهتمامات و مشاغل الأعوان.. بعد ذلك أحيلت رئاسة الجلسة إلى السيد عبد العزيز الزواري الذي طمأن أكثر من 300 نقابي حاضر بأن يتبنّى الإتحاد جميع المطالب التي تقدّمت بها النقابة الأساسية على أن يقع البتّ فيها و التفاوض حولها بداية من اليوم الاثنين.. و في اختتام الجلسة تولى السّيد إسماعيل السحباني خلال الكلمة التي ألقاها الإعلان عن تكوين نقابة وطنية للدّيوان الوطني للتّطهير خلال هذا الأسبوع.. و أضاف بأنّ الدّيوان متواجد بكامل تراب الجمهورية و أعوانه و عمّاله منتشرون بكل بقعة من البلاد، و من الضروري إضافة إلى النقابات الجهوية و الأساسية، أن تتولّى نقابة وطنية التنسيق و الإشراف على النشاط و العمل الميداني لكلّ هذا العدد الهائل من الهياكل و الأعوان و العمّال، و ذلك لتقريب وجهات النظر، و الالتقاء في الأفكار و الأعمال من أجل الدّفاع عن حقوق العامل و ضمان استقرار و ازدهار المؤسّسة على حدّ سواء..