كعادتهم شباب الفايسبوك يختلقون الطرائف لكي يجدوا فرصة للترويح عن انفسهم في خضم ما يعيشه الشعب من تذبذبات وغموض في كل المجالات ... أربعة أيام مرت بعد موعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي والنتائج النهائية لم تعلن بعد والشيء الذي دفع بالكثير من التونسيين إلى التشكيك في نزاهة الانتخابات والتلاعب بنتائجها . ولكن مع حصول حركة النهضة على أغلبية الاصوات والمقاعد في معظم الدوائر الانتخابية راجت أنباء عن التركيبة المستقبلية للحكومة واستشرف التونسيون مفتيا جديدا للبلاد وبدأت بوادر الحياة السياسية الجديدة تتجلّى. وسط كلّ هذه المتغيرات ، لا زالت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تواصل عملية الفرز لاستطلاع النتائج النهائية وكأن المسألة تتجاوز كفاءة التونسيين في الفرز . هذا الأخير الذي يعتبر من أهمّ المهارات لدى التونسيين الذين اعتادوا الفرز في الملابس المستعملة وفرز الغلال والخضر وفرز الصديق من العدوّ . يبدو أن من كلفتهم الهيئة العليا للانتخابات بعملية الفرز ليسوا من الطبقة الكادحة ولم يعتادوا يوما على الفرز وإلا لماذا يبطؤون ويخطؤون ويستريحون بين الحين والآخر وبالتالي يتأخرون في إعلامنا بالنتائج النهائية للانتخابات . نقولها للأمانة لقد سئم الشعب التونسي من الانتظار ولن يكون إعلان النتائج النهائية لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي مفاجأة وحدثا تاريخيا بالنسبة له لأن النتائج الأولية حسمت الأمر . أنا عريضة والعريضة الشعبية لا تمثلني في صورة مضحكة ولكنّها هادفة في الوقت نفسه عبر مستعملو الفايسبوك المناهضون لحزب العريضة الشعبية للهاشمي الحامدي عن استهزائهم ورفضهم القاطع لنجاح العريضة في الحصول على بعض المقاعد داخل المجلس الوطني التأسيسي . صورة لامرأة فاقت المستوى الأقصى من البدانة و"السمنة " عرضها رواد الفايسبوك وأضافوا إليها تعاليقهم التي استهدفت العريضة الشعبية وهمشتها وسخرت منها وجعلتها نكتة الموسم الانتخابي . قال البعض عن هذه الصورة التشبيهيّة " أنا عريضة والعريضة الشعبية لا تمثلني" وعلق البعض الآخر قائلا :" سيبوني على الهاشمي الحامدي وأنا نوريكم شنوا تعمل فيه العريضة " . وتعاليق أخرى في غاية الاستهزاء بحزب العريضة الشعبية للهامشي الحامدي الذي كان هو أيضا مادّة إعلامية ثرية استنزفها مستعملو الفايسبوك وتلاعبوا بها بطرق مضحكة ومستهزئة . والغريب في الأمر أن الهاشمي الحامدي لم يجد من يدافع عنه في صفحات الفايسبوك ويتصدّى لهذه التلاعبات والتعليقات التقزيمية للحامدي ولحزبه .