هل سينجح الدكتور منصف المرزوقي في توفير الشغل ل700 ألف تونسي؟ في خضم الأحداث السياسية المتواترة خلال الأسبوع الماضي... والتجاذبات بين الأحزاب وكل الأطراف الفاعلة التي تستعد للتحضير للاجتماع الافتتاحي للمجلس التأسيسي طلعت علينا أخبار هامة وتاريخية ولها تأثير كبير في مستقبل البلاد لم تهتم بها وسائل العلام التونسية بمختلف أنواعها تخص حدثين الأول هو تحول زعيم حركة النهضة للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة لمدة ثلاثة أيام وجاء في الزميلة اليومية "الصريح" نقلا عن وكالة الأنباء الجزائرية التي نشرت الخبر دون أي تفاصيل أن الغنوشي استقبل من قبل رئيس الوزراء الجزائري احمد ابو يحيي الذي يتزعم حزب التجمع الوطني الديمقراطي ثاني قوة سياسية في البرلمان ...وأضافت: "أدى الغنوشي الذي فاز حزبه ب89 مقعدا من اصل 217 في المجلس التأسيسي اثر انتخابات 23اكتوبر2011 في تونس السبت زيارة للجزائر التقى خلالها الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم ورئيس حركة مجتمع السلم ابو حرة سلطاني وقال الغنوشي ودائما حسب وكالة الأنباء الجزائرية بعد لقاء سلطاني أن تونس تريد أن تصنع "نموذجا يدرا على الإسلام صفة الإرهاب وصفة التعصب والتطرف ومعاداة الديمقراطية....وأضاف أن المجلس الوطني التأسيسي التونسي سيعيد بناء الدولة التونسية على أسس صحيحة وديمقراطية تعبر عن إرادة الشعب ليس فيها إقصاء أو تدجيل أو تزييف" . وذكرت صحيفة"ليكبرسيون" الجزائرية ان منصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من احل الجمهورية والمرشح لان يكون رئيسا لتونس "سيزور الجزائر قريبا" رفقة حمادي الجبالي الأمين العام لحركة النهضة ومرشحها لأول حكومة ائتلاف وطني وكان رئيس الوزراء التونسي المؤقت الباجي قائد السبسي قام في 15 مارس بأول زيارة له خارج تونس إلى الجزائر وحصل منها على مساعدة بلغت100 مليون دولار بحسب ما أعلن رسميا في تونس. ودائما حسب نفس المصدر الإعلامي الجزائري وفي سياق متصل أكد راشد الغنوشي تطلع تونس إلى علاقات متميزة مع الجزائر والعمل سويا من اجل مغرب عربي قوي وفعال والاستفادة من التجربة الجزائرية في العمل السياسي مشيرا إلى أن الجزائر كانت أول مستقر له في المنفى بسبب ظلم النظام التونسي البائد وهو أول بلد يزوره بعد الثورة حسب ما نقلته جريدة الخبرالجزائرية. وقال الغنوشي عقب استقبال من قبل رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زيادي ثم رئيس حركة مجتمع السلم ابو حرة السلطاني انه يتطلع لأن تعرف العلاقات مع الجزائر تطورا بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين بشكل خاص والمنطقة كلها بشكل عام وأوضح الغنوشي الذي قام بزيارة للجزائر بدعوة تلقاها من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أن زيادته للجزائر تأتي أيضا في هذه المرحلة الحساسة والمهمة التي تمر بها تونس للاستفادة من التجربة الجزائرية التي لها سبق في العمل السياسي الديمقراطي وتوثيق صلات الأخوة والمودة القائمة بين الشعبين الجزائريوالتونسي وأوضح الغنوشي أن حركة النهضة تؤسس لنظام فريد يراوح بين الإسلام والحداثة ويقبل التيارات جميعها ويتحاور مع الأطراف كلها مضيفا "نريد صنع نموذج يدرأ عن الإسلام صفة الإرهاب وصفة التعصب والتطرق ومعاداة الديمقراطية وكل ما هو خير ونزاوج في توليفة جميلة بين الإسلام والحداثة والديمقراطية". هذا كل ما نشر بالصحافة التونسية ونقلناه بأمانة وصادر عن الصحافة الجزائرية وللتذكير فإن في آخر الأيام الثلاثة التي قضاها زعيم حركة النهضة ومعه السيد سمير ديلو تم استقبالهما من طرف الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. والغريب أن هذا الحدث لم يتم الاعتناء به أي الزيارة الهامة هذه ولم يتم التعليق عليها ولم يتم الحديث حتى من المصادر الجزائرية عن فحوى الاجتماع مع الرئيس الجزائري وعن وعود أو اتفاقيات جديدة أو أجندا حديثة تحدد العلاقات التونسيةالجزائرية في عهد الحكومة ذات الأغلبية النهضوية في عهد الحرية والكرامة والديمقراطية. كما أن هناك حدث آخر يهم الشعب التونسي وجاء في فحواه وتفاصيله عبر زميلة يومية "الشروق التونسية" في تصريح حصري للصحفي البارز عبد الباري عطوان قال فيه ان فحوى لقائه مع السيد منصف المرزوقي الرئيس المؤقت للجمهورية والذي دام قرابة الساعتين تمحور حول ترتيب تحوله إلى ليبيا لإيجاد مواطن شغل ل 700 ألف تونسي بهذا البلد الشقيق وأن الزيارة الثانية حسب ما أفاد به المرزوقي لنفس المصدر ستكون باتجاه الجزائر دون غيرها...وأضاف عبد الباري عطوان كاشفا جزءا من لقائه مع "الرئيس" المنصف المرزوقي أن الرئيس المؤقت الذي يخلف السيد فؤاد المبزع شدد على انه الى جانب التحدي الاكبر الذي ستواجهه رئاسته والمتمثل في التشغيل فإن محاربة الفساد ستكون أيضا من أؤكد اهتماماته إضافة إلى إصلاح نظام الخدمات وان المرزوقي أكد له بأنه سيتابع بنفسه ملف حقوق الإنسان...وأضاف المرزوقي حسب عطوان دائما كل الإجراءات والصلاحيات للرئاسات الثلاث ستتم داخل المجلس الوطني التأسيسي بالتوافق وأن هذه الترتيبات تتطلب شهرا على العاقل لكى تتم وترى النور. وللتذكير فإن رئيس تحرير "القدس العربي" قد حل بتونس لمدة تتجاوز 24 ساعة وذلك للمشاركة في احتفالية تكريم أهالي الشهداء يوم الأحد المنقضي قادما من البرازيل. هكذا نقرأ أخبارنا عند صحافة غيرنا ونتساءل لماذا لم تعرها وسائل إعلامنا أهمية رغم قيمتها في فترة انتقالية حساسة في تاريخ بلادنا التي نتمنى ان تفتح فيها قنوات الأخبار السرية من طرف القادة والشخصيات السياسية لوسائل الإعلام التونسية قبل نضيراتها العربية والأجنبية وللحديث بقية. مرشد السماوي