إن حرية التعبير من الأركان الأساسية لدعم الديمقراطية فالأفراد لهم مطلق الحرية في التعبير عن آرائهم وفي الاحتجاج بطريقة... حضارية ضد القرارات التي لا تتوافق مع تطلعاتهم ويبقى الحوار آلية سليمة وفعالة في المحافظة على المسار الديمقراطي. فهل امتثل طلاب كلية الآداب بمنوبة لهذه المقومات؟ انتشرت ظاهرة "الفتيات المنقبات" خاصة في إطار الجامعات مما مثل مشكلا أساسيا خاصة أن الطلبة الإسلاميين أصبحوا متشددين من حيث لباس الفتاة الذي يبقى في نهاية الأمر حرية شخصية وفرضوا النقاب كزي للفتاة الجامعية وتعرضت عديد الطلبات وحتى الأساتذة غير المتحجبات إلى مضايقات شديدة في أكثر من مؤسسة جامعية . لكن الأمر في كلية الآداب بمنوبة بدا أكثر حدة وموقف الطلبة وخاصة الإسلاميين منهم كان صارما. فعلى خلفية المجلس العلمي الذي انعقد بالكلية والقاضي بإقصاء طالبة منقبة من الكلية قامت الدنيا ولم تقعد فقد ثارت ثائرة الطلبة واعتبروا ان هذا الموقف فيه تعسف وظلم لحرية الطالبات مما أدى بهم الى التظاهر والاحتجاج لساعات مطولة واعتصموا أمام مكتب العميد منادين بتعميم النقاب والفصل بين الجنسين إضافة إلى ضرورة إلغاء القرار الصادر في حق الطالبة السالف ذكرها مما أدى الى خلق حالة من الفوضى والهلع داخل الكلية نتج عنها توقف الكلي للدروس . كل هذه الأحداث كانت في إطار غياب امني ملحوظ مما أدى الى تطور الأحداث لتصل الى درجة احتجاز عميد الكلية بمكتبه ومنعه من المغادرة وهذا ما أكده عميد الكلية عبر مكالمة هاتفية للسيد فاضل موسى عميد كلية العلوم القانونية بتونس ليخبره بانه محاصر من قبل الطلبة الملتحين الذين منعوه من مغادرة مكتبه وهذا ما جاء على لسانه لكن في حديث مع الطلبة الذين لا يزالون في حالة احتجاج أنكروا ذلك واعتبروه ادعاء واتهاما مؤكدين ان العميد هو الذي رفض الخروج من مكتبه بشكل تلقائي دون ان يلزمه احد على ذلك. في فترة تحتاج فيها البلاد الى طلبتها وشبابها للنهوض والتقدم تبرز ظاهرة الاحتجاجات والاعتصامات غير المبررة من جديد لتحيد بنا عن المسار الحقيقي الثورة والسير نحو عهد ديمقراطي. فتونس تعول على طلبتها رجال المستقبل حتى تستمر فتواصل لتتقدم وتزدهر. ريم حمودة