يكشف رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي اليوم الجمعة للأحزاب السياسية عن تشكيلة حكومته الوزارية المتكونة من عدد من الكفاءات، في انتظار ما ستفضي إليه آخر المفاوضات بشأن مبادرته التي يتمسك بالمضي قدما فيها رغم المعارضة الشديدة لحركة النهضة وحزب المؤتمر وحركة وفاء. ومن بين الوجوه التي سيقترحها الجبالي الحقوقية سهام بن سدرين مكان النهضاوي سمير ديلو في منصب وزارة حقوق الانسان والعدالة الانتقالية، رغم أنها لا تلاقي حظوة لدى البعض بسبب تذبذب مواقفها وسكوتها عن إدانة بعض التجاوزات في حكومة الترويكا. كما تسربت معلومات بأن الجبالي سيقترح وزيرا جديدا للتعليم العالي وهو طاهر بالأخضر بدلا من النهضاوي منصف بن سالم، ووزيرا جديدا للفلاحة وهو حبيب الجمني بدلا من النهضاوي محمد بن سالم، وليلى البحري في منصب وزارة المرأة بدلا من المؤتمرية سهام بادي. ومن المتوقع أن يدمج الجبالي وزارتي التنمية الجهوية والتعاون الدولي في حقيبة واحدة سيتحملها راضي مؤدب. وقد يعين الجبالي مهدي جمعة وهو تونسي مقيم بفرنسا وزيرا للصناعة والتجارة بعد ادماجهما في بعض ليحل مكان النهضاوي محمد الأمين الشخاري في الصناعة وبشير الزعفوري (مستقل) في التجارة. كما سيكلف كاتبا للدولة مكلفا بالتجارة وهو خليفة تونكتي. وبالنسبة لوزارة الصحة من المتوقع أن يعين الجبالي في هذا المنصب سليم بن صالح بدلا من النهضاوي عبد اللطيف المكي. وسيبقي الجبالي على عبد الكريم الزبيدي وزيرا للدفاع ومحمد سلمان وزيرا للتجهيز والإسكان ومنجي مرزوق وزيرا لتكنولوجيات الاتصال ووزير النقل عبد الكريم الهاروني في حكومته الجديدة. ولم تتسرب معلومات بشأن منصب وزارة الداخلية التي يقودها النهضاوي علي العريض. وقال الجبالي بالأمس إنه سيكشف عن نجاح أو فشل دعوته لتشكيل حكومة تكنوقراط غدا السبت. وفي حال فشلت جهوده بسبب رفض حركة النهضة سيرفع الجبالي الأمر لرئيس الجمهورية المنصف المرزوقي في محاولة أخيرة لايجاد تسوية ترضي جميع الأطراف. أما إذا تمسكت حركة النهضة وحزب المؤتمر وحركة وفاء برفض مقترح الجبالي كليا فمن غير المستبعد أن يقدم الجبالي استقالته، وسيقوم المرزوقي بتكليف شخصية أخرى على الأرجح من داخل الحزب الأغلبي أي النهضة لإعادة تشكيل حكومة جديدة، وهذا طبعا إن رفض الجبالي إعادة ترشيحه كرئيس للوزراء. وفي تلك الحالة قد تكلف حركة النهضة -حسبما أسرته لنا بعض المصادر- إما علي العريض (وزير الداخلية) أو عبد الكريم الهاروني (وزير النقل) أو عبد اللطيف المكي (وزير الصحة) خلفا للجبالي. وتسعى حركة النهضة لإفشال مبادرة الجبالي وهي تقوم بحشد أنصارها للخروج في مسيرة ضخمة غدا السبت في شارع الحبيب بورقيبة، ويقودها المحافظ الحبيب اللوز دفاعا على بقاء النهضة في السلطة.
