غصت مدارج المسرح الأثري بقرطاج مساء أمس الاربعاء بجمهور غفير، جاء ليحضر عرض الممثل الفنان لطفي العبدلي قبل انطلاق العرض بساعات وليستمتع بلحظات من الضحك أصبح هذا الفنان بارعا في اقتناصها واقتسامها مع محبيه . في حدود الساعة العاشرة ليلا اعتلى النجم الكوميدي لطفي العبدلي ببدلته السوداء الأنيقة الركح وسط تصفيق حار لآلاف المتفرجين الذي بادر بتحيتهم الممثل قبل أن يحيي الحاضرين من الوزراء والبعض من زملائه الفنانين من بينهم "وجيهة الجندوبي"، و"معز القديري"، و"الشاذلي العرفاوي" الذي أخرج له مسرحيته "مايد إن تينيزيا" . البداية كانت بالسخرية الهادفة من بعض الوزراء الموجودين والغائبين والرجوع إلى بعض تصريحاتهم المضحكة ليخصص العبدلي بقية عرضه لنقد حياة التونسي اليومية، وسلوكه في الحياة الخاصة والعامة، فبأسلوبه الهزلي المتفرد انتقد سلوكيات الرجال قبل النساء والساسة قبل العامة من خلال مواقف يعيشها التونسي وخاصة منها تلك التي أفرزتها ثورة 11 جانفي 2011 لطفي العبدلي عرف بتهكمه اللاذع وبألفاظه الصادمة وجرأته اللامحدودة ولكنه اشتهر أيضا بقدرته على تحويل المأساة إلى مشهد كوميدي ضاحك ، تلك الخصال في العبدلي جعلت منه محبوب الجماهير بالرغم من أن الكثيرين منهم يشعرون بالحرج ومع ذلك يبدون إعجابهم بما يقول لأنه ربما يدغدغ جانب الجرأة فيهم . سهرة استثنائية في الدورة 52 لمهرجان قرطاج الدولي تلك التي واكبها مساء أمس رواد المهرجان وأكد فيها لطفي العبدلي أنه نجم الكوميديا في تونس وهو الذي أعرب عن سعادته الغامرة بالأعداد الغفيرة للجماهير الحاضرة وتحقيقه لحلم يراوده منذ مدة في لقاء خاطف بالاعلاميين اثر انتهاء العرض ، مشيرا إلى أن اختياره لتقديم عمل من هذا النوع هو بمثابة من يمشي على خيط رفيع وعليه أن لا يقع في تجريح السياسيين الذين ينتقدهم وأن تكون تهكماته مقتصرة فقط على آداهم المهني.
