مهرجانات هذه الصائفة لم تكن عادية بل تركت وراءها أكثر من استفهام بل تعدّى الى الاستغراب وأحيانا الى الذهول من بعض السلوكات الغريبة التي تحولت الى ظاهرة تجرّها مهرجاناتنا الصيفية كلّما مرّت على هذه المسارح، وتجدّد موعدها من سنة الى أخرى. فضائح بالجملة بقي صداها يرنّ في الآذان وأثرها عالقا في الاذهان.. ادّعاءات وشكايات وخلافات وتهجمات واستقالات.. وغيرها من السلوكات الأخرى التي لا تليق بمستوى هذه المهرجانات سواء كانت المهرجانات الصيفية أو مهرجان المدينة، ومنذ انطلق مهرجان قرطاج عشنا على وقع إقالة أو استقالة مديره السابق السيد مراد الصّقلي وتعويضه بالسيد بوبكر بن فرج بحجة رفضه تشريك بعض الأسماء في مهرجان قرطاج هذه الاقالة أثارت حفيظة البعض ولقيت ردود أفعال كثيرة منها التي تتهم إدارة مهرجان قرطاج ب«المحاباة» وبوبكر بن فرج بالاداري الذي لا يفهم في الفن، كما كتبت الصحف العربية عن مهرجان قرطاج وأزمة المديرين وسرّ الاقالات في اللحظات الأخيرة، لكن ومع انطلاق مهرجان قرطاج وغيره لم تنته الأزمات بل زادت حدّة وشراسة ومن ذلك مشكلة الفنان العراقي كاظم الساهر الذي راوغ عدل المنفذ الذي كان ينتظره في المطار بسبب عدم استجابته لحكم قضائي صادر ضدّه في تونس وقد انتظره السيد لسعد بالغايب كاتب عام غرفة متعهدي الحفلات مع عدل المنفذ لمدة 7 ساعات في المطار لكن الفنان كان قد حضر قبل يوم من الحفل هروبا من تسديد دينه ثم راوغهم مرة أخرى وسافر مباشرة بعد انتهاء الحفل في حين كان العدل المنفذ ينتظره في النزل. السيد لسعد بالغايب كان قد قدم تقريرا لوزارة الثقافة طالب فيه بإلغاء حفل كاظم الساهر لكن الوزارة لم تستجب مما دفع هذا الأخير الى رفع شكوى ضد إدارة مهرجان قرطاج بتهمة عدم احترامها لحكم قضائي صادر في تونس. خروج عن النصّ وفي نفس المسرح لكن خارج إطار مهرجان قرطاج وفي عرضه لمسرحية «مايد ان تينيزيا» تهجّم الممثل لطفي العبدلي على أعوان التنظيم وشتمهم وتلفّظ بكلام بذيء لأنهم منعوا زوجته من الدخول من الباب المخصص للفنانين. الكلام البذيء لم يكن حكرا على هذا الممثل فحسب بل صدر أيضا عن فنان معروف حضر لمواكبة حفل أحد زملائه لكنه نسي للحظات أنه فنان يحمل رسالة وانخرط في جملة من النميمة، أحيانا يشتم زملاءه وحينا يتهجم على الصحافيين الى حد أنه اتهم أحدهم بالسرقة عندما كان في منزله. اتهامات أزمة الفنانين هذه الصائفة مع الصحافيين تحوّلت الى حديث يومي فالبعض التجأ ل«الفايس بوك» والآخر وجد ضالته في كتابة الرسائل والحديث في المقاهي... والوسائل كثيرة لابلاغ ما يريدون قوله. ومن أشهر هذه الردود ما جاء على لسان الفنان ونقيب الفنانين أسامة فرحات الذي اتهم بعض الزملاء بالارتشاء وبعض السلوكات المشينة ومن هؤلاء منشطو برنامج بلا مجاملة. وتهمة هؤلاء أنهم نقلوا حفله بكل موضوعية ودون أية خلفية وأمثال أسامة فرحات كثيرون. عدل المنفذ حاضر عدل المنفذ أصبح متعاقدا مع مهرجان قرطاج فبعد حفل وردة الجزائرية السنة الفارطة الذي استنجد فيه أحد الجمهور بعدل المنفذ لأنه لم يتمكن من مشاهدة الحفل ويتواصل السيناريو هذه السنة مع عدول المنفذين حيث التجأ بعض الجمهور الى هذا الاسلوب لأنهم لم يتمكنوا من مشاهدة أحد الافلام لعدم حصولهم على نظارات كان من المفروض أن تكون متوفرة أثناء الدخول. انسحاب ومع انطلاق مهرجان المدينة عاودنا سيناريو الاستقالات حيث انسحب السيد عبد الحميد الجرمولي (في الهيأة المديرة) بعد خلاف بين أعضاء الهيئة المديرة. وفي حفل الفنانة ألفة بن رمضان في مهرجان حمام الأنف 20 تذكرة فقط تم بيعها لمشاهدة عرضها. مسارح شبه فارغة وأخرى فارغة تماما حيث شهدت بعض العروض هذه السنة غيابا تاما للجمهور وهذا الغياب سجلته أيضا بعض الحفلات في مهرجان قرطاج وفي المهرجانات الجهوية. هذا ما كنا قد رصدناه في هذه المهرجانات وربما ما خفي كان أعظم ولعل الدورات القادمة تتجاوز هذه التجاوزات التي لا تعكس إلا صورة أصحابها.