يبدو أن الإهداء الذي قدّمه المخرج الفرنسي التونسي عبد اللطيف كشيش إلى الشباب التونسي بعد فوزه بالسعفة الذهبية بمهرجان كان السينمائي عن فيلمه "حياة أديل" لن يصل صداه إلى قلوب كل التونسيين، ذلك أن الفيلم قوبل باستهجان شديد بسبب ما اعتبره البعض "قلة حياء". والانتقادات تجاه فيلم كشيش لم تأخذ بعد حجما كبيرا كما كان الحال مع الفيلم الكارتوني الإيراني المحظور "بيرسيبوليس"، الذي بثته قناة نسمة قبيل انتخابات 23 أكتوبر 2011، التي فازت فيها حركة النهضة المنتصر الوحيد من الضجة التي صنعها ذلك الفيلم سيء الذكر.
إلا أنّ بعض الكتابات النقدية بدأت تطفو على السطح ضدّ "حياة أديل" الذي صنفه البعض فيلما إباحيا نظرا للمشاهد الجنسية المطوّلة التي تتقاسمانها بطلتا الفيلم الذي يروي قصة حب سحاقية بين فتاتين في مرحلة التعليم الثانوي بباريس.
وتقوم بدور بطولة "أديل" الممثلة إكسارتشوبولوس فيما تلعب دور صديقتها المثلية "إيما" الممثلة ليا سيدو. وقد ركز عبد اللطيف كشيش في إبرازه للعلاقة الحميمية التي جمعت بين الفتاتين على مشاهد فيها قبلات والمداعبات وهي مشاهد قوبلت باستياء شديد من قبل الشق المحافظ.
ورغم أنّ السعفة الذهبية من أبرز الجوائز العالمية في السينما إلا أنّ تفاعل الحكومة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية مع تكريم المخرج كشيش لم يكن له أي أثر سوى بيان مقتضب من وزارة الثقافة تهنئ فيه المخرج بفوزه في مهرجان كان.
ويرى بعض المراقبين أنّ فيلم كشيش سيدخل في خانة الأفلام المحظورة خاصة أن تونس تشهد خلافا حاد بين حكومة تقودها حركة لها جذور إسلامية وبين تيار سلفي متشدد يسعى إلى نشر الإسلام وتطبيق الشريعة ولا يؤمن بمبادئ الديمقراطية ويعتبرها كفرا وفسوقا.