لقد سبق وأن شكك العديد من قيادات حركة النهضة في عمليات سبر الآراء ووصفوا أرقامها بالمفتعلة لخدمة أطراف سياسية خاصة بعدما أفرزته هذه النتائج من تراجع لشعبيتها. وبعد أن أبرزت النتائج الأخيرة لعمليات سبر الآراء تراجع حظوظ النهضة في المحطة الانتخابية القادمة و تفوق حركة نداء تونس عليها بتصدرها الترتيب قال القيادي بحركة النهضة عبد اللطيف المكي أنه يملك وثائق تثبت تزوير نتائج سبر آراء لفائدة حركة نداء تونس قائلا إنّه ينتظر التثبت منها بصفة قطعية . وأكد المكي أنه يحترم الشرفاء الذين يحاولون القيام بسبر الآراء لتقديم فكرة حول النسب المئوية للأحزاب، غير أن هناك بعض الإحصائيات التي يجب التعامل معها بحذر، حسب وزير الصحة . ولعل ما افرزته نتائج سبر الآراء من تقدم ملحوظ لشعبية حركة نداء تونس كان الدافع الأول للتمسك بتمرير قانون تحصين الثورة حيث هدد نواب الترويكا بالمجلس التأسيسي بشن إضراب جوع في صورة عدم تمريره فضلا عن تحركات روابط حماية الثورة في الشارع. وعلى عكس ما يراه عديد قيادات حركة النهضة من "مغالطات" في نتائج سبر الآراء وما تعيشه الحركة من تراجع في شعبيتها دعا الأمين العام لحركة النهضة حمادي الجبالي خلال محاضرة بكندا حركة النهضة إلى احترام نتائج الانتخابات القادمة ومباركة الفائز بها. كما أكد الجبالي رفضه لمشروع التحصين السياسي لأنه يعتبره قانونا إقصائيا وعانى منه النهضاويين سابقا . واعتبر الجبالي محاولات البعض تمرير قانون التحصين لأقصاء التجمعين ونداء تونس كحزب لا فائدة منه لأن الشعب حسم أمره في حزب التجمع الذي حُلّ عبر القضاء بعد الثورة على حدّ تعبيره. وتقدر عديد الأحزاب السياسية المعارضة وبحسب تصريحات قيادات أن التشكيك في نتائج سبر الآراء هو عدم قبول قيادات حركة النهضة نتائج الانتخابات القادمة وعدم قدرتها على إقرارها بفشلها في هذه المرحلة الانتقالية على إثر تخوفات من انتصار حركة نداء تونس التي يتزعمها الباجي القائد السبسي.
