دشن رئيس الحكومة يوسف الشاهد يوم الخميس بباردو قصر السعيد الذي أصبح يحمل اسم “قصر السعيد للآداب والفنون”، وافتتح بالمناسبة معرضا بعنوان “تونس نافذة المتوسط”، سيكون مفتوحا مجانا للعموم. وبعد عمليات ترميم وصيانة، جاء تدشين هذا القصر الذي يعود تأسيسه إلى فترة حكم البايات، في إطار تظاهرة “تونس عاصمة الثقافة الإسلامية 2019” التي تنطلق فعاليتها مساء الخميس بمدينة الثقافة، وكذلك احتفالا بالذكرى 63 لعيد الاستقلال. واطلع رئيس الحكومة على مكونات المعرض مثمنا ما فيه من محتويات تجسد العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية بين تونس والعالم على امتداد حقبات تاريخية شهدتها البلاد. وأكد على أن الثورة الحقيقية في تونس تتمثل في ثقافتها وتاريخها. وتجول في أرجاء القصر رفقة وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين، ومدير عام المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) عبد العزيز بن عثمان التويجري، وعدد من السفراء ورؤساء وفود البلدان الإسلامية المعتمدين بتونس، مرحبا بكل الضيوف الذين حلوا بيننا للمشاركة في افتتاح فعاليات تظاهرة تونس عاصمة الثقافة الاسلامية 2019 . وحيى بالمناسبة كلا من اليمن والبحرين اللذين سلما المشعل لتونس، وكذلك مصر التي ستكون عاصمة الثقافة الاسلامية سنة 2020 وخلال موكب أقيم بالمناسبة أعطى الشاهد إشارة انطلاق استغلال هذا الفضاء بعد انتهاء أشغال ترميمه، مبينا أنه أصبح جاهزا لاحتضان التظاهرات الثقافية، مشيرا الى ضرورة تشجيع المستثمرين في المجال الثقافي بعيدا عن التعقيدات الإدارية. ودعا رئيس الحكومة المبدعين والفنانين والمثقفين والتونسيين عموما إلى زيارة هذا المعلم التاريخي الهام واستغلاله خدمة للثقافة والإبداع مبرزا أنه يعدّ مكسبا ومفخرة لتونس يجسّد حقبة تاريخية فنية ومعمارية ثرية. وشدد على ضرورة صيانة مثل هذه المعالم نظرا لأهمية دورها في حفظ الذاكرة والثقافة التونسية على مر العصور، منوّها بالمجهودات التي تبذلها وزارة الشؤون الثقافية في هذا الإطار. ولدى تطرقه الى الرصيد الزاخر لتونس في مجال التراث المادي واللامادي بيّن الشاهد أن تونس تتوفر على ما يقارب 30 ألف معلم وموقع أثري وتاريخي لا تتجاوز نسبة استغلالها 6 بالمائة، وهو ما ما يطرح أهمية الاستثمار في الموروث التاريخي. ولفت إلى أن الخزينة الوطنية من الأعمال الفنية تضم نحو 13 ألف عمل بين لوحات وتحف فنية محفوظة عدة أماكن منها الأرشيف الوطني، كما احتضن القصر السعيد أغلب هذه الأعمال الفنية على مدى سنين، داعيا إلى تثمينها وحسن استغلالها. وأشار رئيس الحكومة إلى أنه بحث مع وزير الشؤون الثقافية الإشكاليات الحالية المتعلقة بالمؤسسات الثقافية، معلنا أنها ستصبح مفتوحة للعموم كامل أيام الأسبوع بما في ذلك يومي السبت والأحد. وفي كلمة بالمناسبة، قال وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين إن افتتاح هذا المعلم التاريخي للعموم، يعدّ من ضمن مشاريع ثقافية أخرى تدعمها الحكومة. وأشاد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو” عبد العزيز بن عثمان التويجري، بتنوع المخزون التراثي الذي تزخر به تونس، مثمنا دور الدولة في المحافظة على المعالم التاريخية. وأشار إلى مساهمة العلماء في نشر المعرفة وإثراء الحضارة والفكر الإنساني. وأكد التويجري على أن “الإيسسكو” ستعمل بالشراكة مع وزارة الشؤون الثقافية والمؤسسات ذات الصلة، على أن تكون هذه السنة متميّزة وثرية بالأنشطة والأحداث الثقافية، وذلك من أجل التعريف أكثر بعراقة تونس وتاريخها الضارب في القدم، مبرزا أن الاهتمام سيتركّز لا على الفترة الإسلامية فقط، وإنما على مختلف العصور التي طبعت تاريخ تونس.
