مثلت ضرورة التنسيق الدائم بهدف التصدي للتحديات الأمنية التي تعرفها المنطقة، وخاصة منها آفة الإرهاب، ومسألة تنقل المقاتلين الأجانب، علاوة على خطر الشبكات النشطة في مجال التهريب والاتجار بالبشر والهجرة غير النظامية، أبرز محاور جلسة عمل جمعت وزير الشؤون الخارجية بنظيره الجزائري بحضور وفديْ البلديْن. وجاءت هذه الجلسة في إطار زيارة يؤديها اليوم الثلاثاء وزير الخارجيّة والجالية الوطنيّة بالخارج الجزائري، رمطان لعمامرة، إلى تونس، بصفته مبعوثا خاصّا للرّئيس عبد المجيد تبّون، إلى رئيس الجمهوريّة، قيس سعيد، وفق ما جاء في بلاغ صادر عن الخارجية. وتم خلال جلسة العمل استعراض مختلف أوجه التّعاون الثّنائيّ، حيث أكد الوزيران في هذا الخصوص ضرورة توحيد جهود البلدين من أجل احتواء التداعيات الإقتصادية والاجتماعية لجائحة كوفيد-19. وفي مستهل الجسلة، نوّه وزير الشّؤون الخارجيّة والهجرة والتّونسيّين بالخارج، عثمان الجرندي، ب"المستوى المتميز للتنسيق والتشاور القائم مع الأشقاء الجزائريين"، مؤكدا الحرص الدائم الذي يحدو قائدي البلدين على مزيد تعزيز العلاقات الاستراتيجيّة بين تونسوالجزائر على أساس الإيمان بوحدة المصير والمنفعة المشتركة للشعبين الشقيقين. كما توجه الجرندي بالشكر للجزائر الشقيقة على تضامنها الأخوي ومساعدتها الفعّالة في هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به تونس بسبب جائحة كوفيد 19. من جهته، أبرز لعمامرة الإرادة الصادقة التي تحدو الجزائر قيادة وشعبا في تطوير وتمتين علاقات الأخوة والتعاون التي تجمعها مع تونس في كافة المجالات، معربا عن سعادته بأن تكون تونس أول وجهة خارجية له منذ توليه مهامه، في تأكيد على ما توليه بلاده من أهمية لشراكتها الإستراتيجية مع تونس. كما مثل اللقاء مناسبة تبادل خلالها الوزيران وجهات النظر بخصوص عدد من القضايا الإقليميّة والدّوليّة ذات الاهتمام المشترك. وثمن الجانبان تطابق مواقف البلديْن في هذا الشأن، مؤكدين أهمية العمل على بلورة مبادرات مشتركة للدّفع في اتّجاه ايجاد الحلول اللازمة لأهم الملفّات الإقليميّة العالقة، ولاسيما في ضوء عضوية تونس غير الدائمة بمجلس الأمن الدولي. وجدد الوزيران، في جانب آخر، دعم تونسوالجزائر للأشقاء الليبيين من أجل استكمال المسار السياسي واستعادة هذا البلد الجار لأمنه واستقراره، وكذلك مواصلة نصرة القضية الفلسطينية العادلة حتى يتمكن الشعب الفلسطيني من استرجاع حقوقه المشروعة كاملة. كما رحبا بموجة التضامن العربي في مواجهة الأزمة الصحية الأخيرة الناتجة عن الكوفيد 19، مبرزين الحاجة الملحة لتواصل هذا المد التضامني. وفي إطار إحتضان الجزائر للدورة القادمة للقمة العربية، أكد وزير الخارجية الجزائري تطلع بلاده للتنسيق المحكم مع تونس، الرئيس الحالي للقمة العربية، لوضع تصورات عملية تهدف للإرتقاء بمنظومة العمل العربي المشترك بالتركيز أساسا على ما يجمع الأمة العربية من قواسم مشتركة. على صعيد آخر، تطرق الوزيران الى عدد من المسائل الإفريقية، حيث شددا على ضرورة العمل من أجل إحياء الشراكة العربية الإفريقية وتعزيز التعاون الاقتصادي في مختلف فضاءات الانتماء القاري.