دفعت الانتقادات والهجومات الأخيرة على قناة "نسمة" مديرها نبيل قروي إلى عقد ندوة صحفية اليوم الإربعاء لتوضيح بعض المسائل التي أثارت تساؤلات عديدة من قبل الإعلاميين والمراقبين بصفة عامة وخصوصا فيما يتعلق باحتكار هذه القناة مقابلة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون على شاشتها من دون بقية القنوات، و"استبعاد" مدونين من حضور النقاش، بالإضافة إلى طبيعة علاقتها بالحكومة المؤقتة، التي عينت معز السيناوي متحدثا باسمها والحال أنه كان مدير الاتصال بقناة نسمة... ووجه بعض الصحفيين الحاضرين ترسانة من الأسئلة المختلفة إلى نبيل قروي، الذي أكد بخصوص زيارة هيلاري كلينتون أنّ السفارة الأمريكية هي التي اقترحت عليه إجراء هذه المقابلة بدعوى أنّ القناة توججها مغاربي. ونفى قروي أن يكون اللقاء الحصري مع كلينتون جاء نتيجة تدخلات من قبل شريكيه المعروفين وهما المنتج طارق بن عمار ورئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني.
وعن التهم التي وججها المدون والصحفي سفيان الشورابي بشأن إقصائه مع المدونة والصحفية آمنة بن جمعة من حضورهما في مقابلة هيلاري كلينتون، التي استاء منها الكثير من الصحفيين بعد إلغائها مؤتمرا صحفيا خلال زيارتها الأخير لتونس دون سابق إعلام، نفى نبيل قروي أن تكون هناك اسباب شخصية لحذف إسمي المدونين من قائمة المشاركين.
وأكد قروي أن قناة "نسمة" لم تتعمد إقصاء أي كان وأنها قامت بتشريك قرابة 25 مدونا إضافة إلى عدد من الطلبة وممثلي الجهات وبعض رجال الأعمال، مذكرا بأنّ القناة قامت في السابق بتشريك المدونة آمنة بن جمعة مرتين في إحدى برامجها، إضافة إلى الاتصال بالصحفي سفيان الشورابي على خلفية تعرضه للاعتداء من قبل بعض أفراد الشرطة في شارع الحبيب بورقيبة، بعد ثورة 14 جانفي 2011.
وعن علاقة "نسمة" بالحكومة المؤقتة خصوصا وأن الجميع يعلم انه تمّ تعيين مدير الاتصال السابق للقناة معز السيناوي ناطقا رسميا باسم الحكومة، أكد نبيل قروي أنّ هناك عدد من ممثلي بعض المؤسسات مثل "تونيزيانا" و"إفنتس" و"قروي أند قروي" وبالتحديد غسان قروي يعملون بصفة تطوعية مع الحكومة المؤقتة للإشراف على الإخراج الفني وإدارة الاتصال على مستوى خطابات كبار المسؤولين أمام التلفزات والفضائيات. ونفى أن يكون هناك أي علاقة مشبوهة مع الحكومة الانتقالية في هذا الصدد.
من جهة أخرى، كشف نبيل قروي عن وجود تهديدات موجهة إلى القناة عن طريق رسائل الفاكس من مصادر مختلفة ومجهولة تحاول حسب قوله منع مؤسسته من النشاط. وفي السياق، أشار إلى قيام مجموعات قال إنها "ملثمة" و"تحمل العصي" ووصفها "بالمتطرفة" بالتظاهر أمام مقر "نسمة"، وقال إنها تسعى لمنع القناة من العمل. وقال قروي إنّ هذه المجموعات حملت شعارات معادية للقناة ونعتتها بأنها "صهيونية".
وعن خطها التحريري الذي تعرض للانتقاد ووجهت له تهم بأنه يسعى لفرض مبادئ العلمانية والفكر الأوروبي، اعتبر نبيل قروي أن القناة تحاول تشريك كل الأطراف ومكونات المجتمع دون إقاصء، مشيرا إلى أنه القناة ستبث لقاء مع راشد الغنوشي وعبد الفتاح مورو ونور الدين البحيري من حركة النهضة الإسلامية.
أما بالنسبة إلى مسألة الصحفيين الذين وقع طردهم والأخبار التي تقول إنهم تعرضوا للطرد بسبب مساعيهم في إحداث نقابة، نفى نبيل قروي صحة هذه المعلومات، وقال إن قناته كغيرها من المؤسسات تتعرض إلى ضغوط مادية وحاولت التقليص من فريق عملها، وقامت بوقف عقود عمل 25 شخصا على حد قوله. لكن هذه الإجابة لم تقنع الكثيرين ممن حضروا في المؤتمر الصحفي هذا اليوم.
وعن سبب طرد الصحفي قيس الحرقافي مع بقية الصحفيين، قال قروي إنّ هذا الصحفي تغيب عن العمل بحجة شنه اعتصاما لمدة أسبوعين تضامنا مع قافلة الحرية، مضيفا انّ الإدارة أرسلت عدل منفذ ورسالة مضمونة الوصول إلى قيس الحرقافي لحسم ملفه.
أما عن تسجيلات الفيديو التي نشرت على موقع الفايس بوك وتظهر كيف نبيل قروي يتودد للرئيس المخلوع ويصفه بأنه "أب"، برر قروي هذا السلوك في اطار "النفاق السياسي" بدعوى أن القناة كانت تتعرض إلى ضغوطات قوية من قبل المستشار السابق للرئيس المخلوع عبد الوهاب عبد الله ووزير الاتصال الأسبق أسامة الرمضاني.
