بعد إعلان السلطات الإيطالية أمس عن حجز يخت على ملك قيس بن علي ابن شقيق الرئيس التونسي المخلوع ، تداول التونسيون في الشارع وعلى موقع "فايس بوك" خبرا مفاده أن قيس بن علي نجح في مغادرة البلاد خلسة على متن ذلك اليخت ثم تركه على سواحل جزيرة "لمبيدوزا " حيث وقع العثور عليه . وكان بلاغ صادر أمس عن وكالة تونس افريقيا للأنباء قد ذكر أن عملية الحجز قامت بها الشرطة المالية الإيطالية في أعقاب قضية تقدمت بها السلطات القضائية التونسية للقضاة الإيطاليين تطلب بموجبها العثور على ممتلكات الرئيس المخلوع وأفراد عائلته باعتبارها ملكا للشعب التونسي وتجميد ممتلكات 47 فردا من عائلة الرئيس السابق بن علي . السلطات الإيطالية لم توضح بالضبط تاريخ وصول اليخت إلى سواحل لمبيدوزا واكتفت بالقول أنه "وصل بعد أحداث 14 جانفي التي أطاحت بالرئيس بن علي " . وهو توضيح غريب بكل المقاييس وكان من المفروض أن تكون السلطات الإيطالية أكثر دقة في تحديد تاريخ وصول اليخت إلى سواحلها ، لأنها الأدرى بذلك ، حتى لا تزيد في درجة الشكوك التي أصبحت مسيطرة على التونسيين حول هروب عدد من أقارب الرئيس المخلوع وأصهاره من البلاد ونجاتهم من المحاكمات التي تنتظرهم بسبب ما ارتكبوه من مظالم طوال السنوات الماضية. وأصبح قيس بن علي ، ابن أخ المخلوع ، منذ 14 جانفي وجها مثيرا للجدل خاصة بعد حادثة "الوردانين " التي توفي فيها عدد من الشبان مواجهات مسلحة بين أبناء المنطقة وأعوان أمن داخل سيارة شرطة قيل أنهم كانوا آنذاك بصدد "تهريب " قيس بن علي لكن الأعوان نفوا ذلك . وكان قيس بن علي قد بعث برسالة – نشرتها بعض وسائل الإعلام بعد أيام قليلة من تاريخ 14 جانفي – كذب فيها هروبه وقال انه موجود مع عائلته بجهة الساحل وأنه بريء من كل التهم الموجهة له ومستعد للمحاسبة. غير أن تلك الرسائل زادت في شكوك التونسيين حول هروب قيس بن علي من عدمه خاصة في ظل عدم انتهاء التحقيقات القضائية حول هذا الموضوع. وقال المتحدث باسم وزارة العدل أول أمس في اللقاء الدوري بالإعلاميين أن منظمة الإنتربول ستصدر 42 بطاقة جلب دولية في حق بن علي وزوجته وأقاربهما بمن فيهم قيس بن علي . وردا على سؤال حول إن كان إصدار بطاقة جلب دولية في حق قيس بن علي إعلان رسمي عن هروبه قال ممثل وزارة العدل أن إدراج اسم شخص ما في قائمة المفتش عنهم دوليا لا يعني بالضرورة أنه موجود بالخارج . وعلى العموم تبقى كل الاحتمالات حول هروب قيس بن علي من عدمه واردة في انتظار أن تتوضح الأمور أكثر بعد انتهاء القضاء من التحقيقات المنوطة بعهدته في مختلف القضايا والحوادث ذات العلاقة بالرئيس المخلوع وعائلته.
