حاولت والدة أحد المفقودين فى الهجرة غير الشرعية نحو ايطاليا الانتحار بخنق نفسها بمقر المنتدى التونسى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية احتجاجا على ما اعتبرته مماطلة وتسويف فى معالجة ملف المفقودين منذ 4 سنوات. وعمت عقب هذه الحادثة التى جرت أمام عدد من الاعلاميين وممثلى المجتمع المدنى المشاركين فى لقاء مع عائلات المفقودين نظمه المنتدى صباح الثلاثاء بالعاصمة حالة من الفوضى والاحتقان فى صفوف الحاضرين حيث أصيب عدد من النساء بنوبة ذهول وسقطت احداهن مغشيا عليها لتسود أجواء الذعر والصخب والارتباك. وأكد رئيس المنتدى التونسى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية عبد الرحمان الهذيلى أن المطلب الاساسى لهذه العائلات يتمثل فى بعث لجنة تحقيق من أجل الكشف عن مصير أبنائها خصوصا أمام تجاهل الحكومات التونسية المتعاقبة لهذا الملف الذى لا يقل أهمية عن بقية الملفات الاجتماعية وفق تعبيره. وعبر فى السياق ذاته عن أسفه لتجاهل الحكومة الحالية أيضا لهذا الملف مبينا أن عدد الملفات التى وردت على المنتدى التونسى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية قد بلغ 500 ملف خصوصا من المشاركين فى مارس 2011 فى موجة الهجرة غير الشرعية التى تلت الثورة. وقال أن عدد المفقودين جراء الهجرة غير الشرعية قد بلغ 1500 مفقود وذلك وفق تقديرات المنتدى مطالبا الحكومة بضرورة تشكيل لجنة تحقيق تتولى الاجابة عن تساولات الامهات حول مصير أبنائهن المفقودين. وأعلن الهذيلى بالمناسبة عن انطلاق حملة عالمية لمساندة عائلات المفقودين بتونس عبر دعوة جميع الشبكات الاجتماعية بمختلف أنحاء العالم ذات العلاقة بالمنتدى الى المشاركة فى هذه الحملة. ومن جهته اتهم رئيس جمعية الارض للجميع عماد السلطانى سفير تونس بروما بالمشاركة فى تعطيل ملف المفقودين التونسيين معتبرا انه قد قام بغلق الملف بعد الوصول الى حل جذرى لملف المفقودين مع الحكومة الايطالية حسب قوله. وأوضح انه بعد رفع الجمعية لقضية ضد الحكومة الايطالية الى الاتحاد الاوروبى انتظم لقاء مع مسوول من وزارة الداخلية الايطالية تم خلاله وضع خارطة طريق لايجاد حل جذرى لملف المفقودين الا ان سفير تونس بروما اتصل بهذا المسوول وتم على اثر ذلك غلق الملف حسب روايته. وأشار رئيس جمعية الارض للجميع الى انه حاول والملحق الاجتماعى المكلف من وزارة الشوون الاجتماعية للنظر فى ملف المفقودين الاتصال بالسفير التونسى بروما الا انه رفض مقابلتهما تماما متسائلا فى هذا الصدد عن سبب رفض هذا السفير فتح ملف المفقودين التونسيين.
