دخل المنتخب التونسي لكرة القدم المنعرج الأخير لتحضيراته للنسخة 28 من نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012 التي ستحتضنها الغابون وغينيا الاستوائية والتي يلعب خلالها منتخبنا ضمن المجموعة الثالثة مع منتخبات الغابون والمغرب والنيجر. المنتخب الوطني بدأ استعداداته للموعد الإفريقي بتربص مغلق بدا للبعض ناجحا في إسبانيا أين واجه "نسور قرطاج" منتخبي مقاطعة الباسك وفازوا (2 0) ثم منتخب مقاطعة كاتالونيا وانتهت المباراة بالتعادل (0 0)، ولئن يرى البعض إن هذا التربص حقق أهدافه فإن عديد المحللين الفنيين أجمعوا على أن مواجهة منتخبات المقاطعات الأوروبية قد لا تكون ذات جدوى والحال أن المنتخب سيواجه في نهائيات أمم إفريقيا منتخبات أخرى مثل النيجر والغابون والمغرب. كان من الأجدى إجراء مقابلات ضد أندية غرب القارة الإفريقية ووسطها للتحضير للكان. ويرى مدرب المنتخب سامي الطرابلسي أن صعوبة إيجاد منافسين من القارة الإفريقية للإعداد للنهائيات وراء مواجهة منتخبات أو أندية أوروبية وأن رزنامة هذه المنتخبات صعبة ومتقطعة. وقال الطرابلسي "المشكل في إيجاد موعد مناسب يسمح لنا باللعب وديا ضد منتخبات إفريقية فضلا عن صعوبة تجميع لاعبينا لا سيما المحترفين بأوروبا ولكن رغم ذلك نعتبر أن مباراتي الباسك وكاتالونيا هامتان جدا وخرجنا بإيجابيات كبيرة". وأضاف المدرب الوطني "سنواجه المنتخبين السوداني ثم الّإيفواري لنختتم التحضيرات ولا داعي للخوف لأننا على أتم الاستعداد، أما عن الرهانات فأرفض الأحكام المسبقة والتكهنات ولكن سندافع عن حظوظنا للتأهل إلى ربع النهائي ثم سنتحدث عن حظوظنا في الأدوار الموالية". وتابع الطرابلسي أن هذه النهائيات تغيب عنها منتخبات كبرى مثل مصر والكمرون والجزائر ونيجيريا وجنوب إفريقيا ولكن هناك منتخبات أخرى ستعمل على إحداث المفاجأة. وسيلعب المنتخب الوطني خلال التربص الذي يجريه انطلاقا من الجمعة في الإمارات مباراة ودية ضد المنتخب السوداني يوم 9 جانفي قبل أن يختتم تحضيراته بمواجهة الكوت ديفوار يوم 13 جانفي في تونس. وتبدو التخوفات كثيرة قبل انطلاق النهائيات بشأن مستوى ونتائج المنتخب التونسي في ظل بعض الخلافات والصعوبات التي تحيط بالمجموعة. فالمدرب سامي الطرابلسي لم يخف قلقه من عدم توفر ظروف التحضيرات اللازمة ومشاكل التحاق اللاعبين المحترفين بأوروبا بالمجموعة في ظل امتناع أنديتهم عن تسريحهم فضلا عن تشتيت تركيز الإطار الفني بالحديث في وسائل الإعلام عن استعداد مدرب الترجي التونسي السابق نبيل معلول لتولي مقاليد الأمور الفنية للمنتخب. ومن جهة أخرى يمكن القول إن "النجومية" الوهمية أصبحت داء ينخر المنتخب الوطني قبل أيام على انطلاق النهائيات، فخلال تربص إسبانيا حصل خلاف بين المدرب ولاعب الوسط عادل الشاذلي وذلك بسبب رفض هذا الأخير الدخول قبل دقيقتين من نهاية اللقاء. واحتد النقاش بين المدرب واللاعب وظن البعض أن الشاذلي سيدفع ثمن سلوكه باهضا ولكن اتضح أن بعض اللاعبين أقوى من المدرب وأن معظمهم يحكم بأحكامه في المنتخب إذ تم تجديد الدعوة للشاذلي في تربص الإمارات وكأن شيئا لم يكن. سامي الطرابلسي، الذي توج بكأس إفريقيا للمحليين في 2011، مطالب بأن يفرض سياسة صارمة قوامها الانضباط حتى لا تتسرب عدوى "غرور" الشاذلي إلى بقية اللاعبين ويجد المدرب نفسه الحلقة الأضعف في المنتخب . وإلى جانب "مشاكسات" الشاذلي ومزاجه المتقلب وطباعه الحادة، تبدو جاهزية بعض اللاعبين موضع شك وتساؤل. فالوجه الشاحب الذي ظهر به المهاجم عصام جمعة مع المنتخب وغيابه عن المباريات مع فريقه "أوكسير" الفرنسي الذي وضعه على لائحة الانتقالات يقتضي حسب آراء الكثيرين منح الفرصه إلى لاعبين آخرين وتجربة مهاجمين قادرين على تقديم الإضافة ولكن مرة أخرى يظهر أن بعض العناصر "مسنودة" في المنتخب ودعوتها أمر لا جدال فيه حتى في أحلك فتراتهم. وكان سامي الطرابلسي قد وجه الدعوة إلى 26 لاعبا للمشاركة في تربص الإمارات، وقد أثارت اختياراته جدلا حول بعض الأسماء مثل أسامة الدراجي الذي عرف مع فريقه الترجي التونسي ومدربه السابق نبيل معلول مشاكل أثرت على عطائه ويخشى الكثيرون أن يكون اللاعب في الغابون مجرد إسم لتكملة القائمة لا غير. ومن المنتظر أن يعلن سامي الطرابلسي عن القائمة النهائة للاعبين ( قائمة 23 لاعبا) يوم 10 جانفي وذلك بعد مباراة السودان الودية.
