مثلت المجامع المائية بالوسط الريفى موضوع يوم دراسى انتظم اليوم الاربعاء بالمعهد العالى للدراسات التكنولوجية بسيدى بوزيد تحت عنوان المجامع المائية بالوسط الريفى بين الواقع والتصور وذلك فى اطار اختتام الايام الجهوية للمياه التى انطلقت يوم 26 مارس الماضى. وواكب فعاليات اليوم الدراسى الذى نظمته المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية والمركب الصناعى والتكنولوجى والمعهد العالى للدراسات التكنولوجية ووحدة بحث المواد والطاقة والطاقات المتجددة عدد من الباحثين والخبراء فى مجال المياه وممثلين عن الادارة الجهوية للتنمية الفلاحية وعن المجامع المائية والمجتمع المدنى. وتم بالمناسبة عرض التوصيات الخاصة بالايام الدراسية حول المياه لسنتى 2013 و2014 من ذلك التعجيل بانجاز مشروع بناء سد ب خنقة الزازية واجراء الدراسات المتعلقة بانجاز سدود وبحيرات جبلية لتغذية المائدة المائية وتعبئة مياه السيلان والتوسع فى شبكات نشر المياه بمعتمديات جلمة والمكناسى ومنزل بوزيان والرقاب. كما وقع التأكيد على اهمية تطبيق منشور وزير الفلاحة الصادر بتاريخ 16 فيفرى الماضى والمتعلق بتنشيط ومتابعة مجامع التنمية الفلاحية المكلفة بالتصرف فى الانظمة المائية بالوسط الريفى من ذلك اعادة تنشيط اللجنة الجهوية للهياكل المهنية وتكوين لجان محلية على مستوى كل معتمدية تعنى بانجاز حملات مراقبة على شبكات المياه ورصد كل المخالفات المتعلقة بالمنظومات المائية سواء الربط العشوائى او التعدى على الشبكات والتجهيزات المائية او الامتناع عن خلاص معاليم الماء. ومن جهة اخرى قدم كاهية مدير النهوض بالمجامع المائية عبد الحميد منجة عرضا تاريخيا للتصرف فى المنشات المائية يقوم بالاساس على التصرف التشاركى بين الجمعيات المائية والادارات العمومية المعنية. واشار الى ان الاستراتيجية الوطنية لديمومة الانظمة المائية والتى انطلقت منذ 1992 تقوم على انجاز انظمة مائية لتزويد المناطق الريفية بالماء الصالح للشراب ووضع اطار قانونى يتعلق بتحديد مشمولات المتدخلين ومزيد ادراج القطاع الخاص وتحسين الرقابة المالية والمحافظة على الموارد المائية والتصرف المندمج فيها وذلك بهدف تحسين ظروف عيش السكان على المستوى المتوسط والبعيد . ومن جهته ذكر رئيس الدائرة المائية بالادارة الجهوية للتنمية الفلاحية بسيدى بوزيد كمال الهذيلى فى مداخلة له حول وضعية المجامع المائية انه يتركز بولاية سيدى بوزيد 197 مجمع تنمية فلاحية منها 4 فى القطاع الغابى والتنوع البيولوجى و193 مجمعا مائيا 72 مخصصة للرى و100 مخصصة لمياه الشرب و21 مخصصة لمياه الرى والشراب يستفيد منها حوالى 200 الف شخص بالنسبة لمياه الشرب و8557 فلاحا بالنسبة لمياه الرى . وبين ان 160 مجمعا فقط ينشط قام 16 منهم فقط بتغيير مجالس عن طريق جلسة عامة عادية و118 مجمعا لم يقوموا بعد بعقد جلساتهم العامة ولا بالمحاسبة المالية. واشار الى تدنى المستوى التعليمى لاعضاء المجالس مما يجعلهم غير قادرين على ادارة المجامع بالكفاءة المطلوبة الى جانب تقادم وتشعب بعض المنظومات المائية بالاضافة الى القيام بالتوصيلات الفردية دون احترام الخصائص الفنية للشبكة وعدم دفع المنتفعين ما تخلد بذمتهم من ديون 226 الف دينار سنة 2014 وايضا تراكم ديون المجامع تجاه الشركة التونسية للكهرباء والغاز 260 الف دينار والشركة الوطنية لتوزيع واستغلال المياه 10 الاف دينار. وقد تضمن برنامج اليوم الدراسى عرضا لتجربتين ناجحتين لمجمع للماء الصالح للشراب واخر لمياه الرى بكل من منطقة قارة حديد من سيدى بوزيد الشرقية ومنطقة السايح1 بالهيشرية من سيدى بوزيد الغربية. وانتظمت بالمناسبة ورشات حول الماء الصالح للشراب و مياه الرى تم خلالها التطرق الى الصعوبات التى تواجه المجامع المائية وهى بالاساس عدم السيطرة على المنتفعين ونقص متابعة الشبكة وعدم ردع المخالفين مما سهل عملية الربط الخاص العشوائى رغم أن الهدف الاساسى من انشائها كان تشريك المنتفعين فى تطوير المشاريع المائية وضبط وتنفيذ الصيانة المتواصلة للمنشات والتجهيزات وتنفيذ خطة منهجية للتكوين والرسكلة اضافة الى بلورة نظام متابعة وتقييم برنامج النهوض بالمجامع المائية والحرص على ادماج الثقافة الصحية فيه. كما أدى عدم تجديد هيئات التصرف لبعض المجامع الى امتناع الكثير من المنتفعين عن سداد معلوم استهلاك الماء لانعدام الثقة بين هيئة المجمع والمنتفعين وبالتالى تراكم ديونهم والعجز المالى لعدد من المجامع وعدم خلاص فواتير الكهرباء الذى انجر عنه قطع الكهرباء عن عدد منها. وقد اوصى المشاركون فى اليوم الدراسى بضرورة مراجعة القوانين والتشريعات الخاصة بمجامع التنمية الفلاحية واعادة هيكلتها وتنظيمها وحث المجامع على القيام بتحسين جودة المياه من خلال تعقيمها وعقد الجلسات العامة فى اجالها وتتبع الرافضين لدفع معاليم استهلاك الماء وردع المخالفين والمحاسبة المالية المستمرة لمجامع التنمية لتقليص حجم التجاوزات والتفكير فى انجاز بحيرات جبلية لتغذية المائدة المائية.
