المراسل-عواطف السعيدي-مثل انقطاع الماء الصالح للشراب في مختلف الجهات واضرابات العمال في القطاعات المختلفة بسبب الاحتجاج على الأوضاع المعيشية والاجتماعية وكذلك عدد من التجاوزات بخصوص التعيينات والاعتداءات على رجال الفكر والتطرف كانت أبرز محاور تساؤلات نواب المجلس التأسيسي للحكومة. وطالب أغلب النواب بتوفير الماء الصالح للشراب لكل التونسيين واقترح البعض إحداث وزارة كاملة للماء لتجاوز الاشكال الحاصل. وعبر عدد النواب عن استياءهم من تعامل الحكومة مع الأوضاع الملحة للمواطنين وذهب البعض الى التصريح بأن حكومة الترويكا التي لم تقدر على تحقيق أهداف الثورة فبالتالي لا يمكنها البقاء. وقد مثلت الأحداث الأخيرة بمستشفى الهادي شاكر بصفاقس موضوع مداخلة وزير الصحة عبد اللطيف مكي حيث أبرز مجريات الأحداث منذ تعيين مستشفى للهادي شاكر في أوت2011 وكان مكتب النقابة غير راض آنذاك على هذا التعيين وقد تم تنظيم نقابة موازية لهذا المستشفى مما اثار حفيظة النقابة التابعة للاتحاد العام التونسي للشغل ووقعت احتجاجات من هؤلاء النقابيين واضرابات وتم منع مدير المستشفى من العمل ودخل النقابيون في مواجهة مع الامن وتمّ اعتقالهم. واعتبر وزير الصحة أن كاتب عام نقابة اتحاد الشغل ينتمي لحزب معين. وتحدث وزير التربية عن الانتدابات والاضرابات في قطاع التعليم وعرض كيفية انتدابه القيمين وكان قد احتجت مجموعة من المرفوضين في مناظرة القيميين أمام المجلس التأسيسي لعدم شفافية هذه المناظرة. أما وزير التنمية الجهوية والتخطيط جمال الدين الغربي فتحدث عن قطاع الحضائر والاعتمادات المالية التي رصدتها الحكومة لهذا القطاع الذي يشغل 78 ألف عامل وبيّن أن الحكومة أضافت 143 مليون دينار لميزانية عملة الحضائر. الأمن والحرية وفي المجال الأمني أعرب وزير الداخلية علي العريض عن حصول نتائج إيجابية في توفير الأمن العام مع بعض النقائص في التكوين والهيكلة والانتداب بالنسبة لرجل الأمن وأقرّ بتحلي رجل الأمن بالانضباط وتحسن هذا الأمر على مستوى التطبيق واعتبر العريض العنف الديني موضوعا شاسعا يشمل الاصلاح الديني وثقافة حقوق الانسان ولا يمكن البتّ فيه. أما في موضوع البلديات فأبرز ان وزارة الداخلية ليست لديها صلوحيات في هذا الموضوع ولكن الوزارة قامت بتعيينات اضطرارية فيها توافق وأشار الى وجود تحسن في وضع البلديات وتواصل تنظيم حملات النظافة في الفترة القادمة. وطالب نواب المجلس التأسيسي أثناء النقاش بتكريس ثقافة سياحية متسامحة للمفطرين في شهر رمضان وذلك لتعود تونس وجهة سياحية بامتياز كما دعت الى ذلك النائبة كريمة سويد. أما النائب اياد الدهماني تتطرق الى عدم تجميد الادارة التونسية المحاصصات الحزبية على غرار تعيين الولاة والعمد من حركة النهضة. وتساءل النائب محمود البارودي حول امكانية الترخيص لمسيرة يوم 13 أوت التي سترفع شعارات تحتفي بمكاسب المرأة التونسية. وقدم النائب عن كتلة حركة وفاء ازاد بادي مداخلة تحت عنوان رسالة شكر وجهها الى وزراء الحكومة وصف فيها بكل سخرية اوضاع عائلات شهداء وجرحى الثورة وانتقد فيها عدم وجود ارادة لاصلاح الادارة ولمكافحة الفساد والتطهير واشار في مداخلته الى مواصلة تهميش ولاية توزر واقصائها واعتبر ان الارادة لتحقيق اهداف الثورة قد غابت وقال في الختام «شكرا لتونس ومبروك لحكومة الترويكا». وتجدر الاشارة الى ان جلسة مساءلة الحكومة ستتواصل اليوم باعتبارها لم تنهي اشغالها امس كما لم يتمكن نواب الحكومة من الاجابة على كل تساؤلات نواب المجلس التأسيسي.