الحوار تحوّل إلى مساءلة و لوم على التّقصير بوابل من الأسئلة الحارقة أمطر نواب المجلس الوطني التأسيسي طيلة يومين كاملين ممثلي الحكومة في جلسة عامة كانت الأطول والأصعب منذ الشروع في تنظيم اللقاءات الدورية مع الحكومة، بل تحول هذا اللقاء الذي كان في ظاهره للحوار مع الحكومة إلى مساءلة ولوم شديد عليها بالتقصير أوالعجز، حتى من قبل بعض نواب الترويكا الحاكمة وحركة النهضة نفسها. وأبدى العديد من النواب انزعاجا من تردي الوضع الأمني وتراجع الحريات الفردية وتدهور الظروف المعيشية وما ترتب عن ذلك من انعكاسات سلبية على الوضع العام في البلاد وبروز حالة من الاحتقان في الشارع التونسي.. وخلال النقاش تذمر النائب طارق بوعزيز من انقطاع الكهرباء والماء ومن غياب آليات واضحة لمحاسبة رموز الفساد. وأفادت النائبة حسناء مرسيط أن من أهم مكاسب الثورة هي حرية التعبير لكن هذه الحرية شهدت انتكاسات متتالية.. وأن ما يشاهد من عنف مسلط من طرف أدعياء الدفاع عن المقدسات هو مناف للحرية والمطوب من الحكومة حماية حرية التعبير واستفسرت وزير السياحة متى يتم توظيف السياحة الصحراوية لتتحول من سياحة عبور الى سياحة اقامة. وبين النائب أحمد المشرقي المعروف بدفاعه الشرس عن حركة النهضة التي ينتمي إليها وعن الحكومة أن هناك مشكلات حقيقة من التزويد بالماء في جندوبة رغم أنها منطقة مائية إذ توجد دواوير حدودية مثل حمام بورقيبة وحليمة وغيرها عطشى. وكشف عن تعدد الانفلاتات الامنية في غار الدماء ودعا للحد منها. ولاحظ النائب الحافظ لسود وجود سلسلة من الحرائق في الجريد على غرار ما حدث في دقاش وتوزر جراء النقص الفادح في مياه الري واتت النيران على 2500 نخلة بعراجينها أي نحو 102 طنا من التمور وذكر أن اصحابها هم من الفلاحين الصغار وهم يتوجهون بطلب ملح للحكومة ووزارة الفلاحة لتساعدهم على تجاوز الأزمة. وتحدثت النائبة فاطمة الغربي عن التعيينات غير الموفقة التي قامت بها الحكومة للولاة والمعتمدين والمسؤولين وبينت أنه لا بد من الاقرار بالعجز أو المرور للإصلاح الشامل.. كما تناولت في كلمتها تراجع المردودية السياحية بنابل والحمامات.. واستفسرت وزير الصحة عن أسباب تردي الوضعية الصحية بتونس وتحدثت عن اشكاليات المستشفيات المحلية. أين القناصة؟ وقال النائب حطاب بركاتي إن الحكومة مادامت لم تغير من جوهر سياستها ولم تسترجع الأموال المنهوبة ولم تحاسب المتهربين من الجباية فأن الاوضاع الاجتماعية ستتردى أكثر فأكثر.. ولاحظ أن الحزب الحاكم لم يتوفق في الوفاء بالتزاماته في مجال التشغيل وبين أن الحكومة إذا أرادت حل مشكلة البطالة فعليها استغلال الأراضي الدولية.. وتساؤل: "أين هي المحاسبة؟ وأين هم القناصة؟ ولماذا لم يقع جلب بن علي؟ والمجلس التأسيسي سيطرة عليه الاغلبية. وتساءل النائب نور الدين المرابطي متى ستشرع الحكومة في تنفيذ المشاريع المبرمجة سنة 2012 خاصة في سليانة إذ تم الاعلان عن وجود 200 مشروع لكن لم ينفذ أي منها الى الآن. وتحدث النائب عن مشاكل الجمعيات المائية المهددة بالإفلاس، وعن العطش في سليانة وتساءل عن خطة مجابهة الحرائق مذكرا بالحريق الذي أتى على غابة كسرى. ودعا الحكومة الى مراجعة أداءها. وأكد النائب سمير بن عمر على ضرورة احترام الحريات النقابية خاصة حق الاضراب والتنظم والتظاهر مؤكدا على اهمية تطبيق القانون واستفسر النائب وزير الصحة عن المفاوضات التي تمت بين الحكومة والمركزية النقابية حول مسألة مستشفى الهادي شاكر وتساءل هل وعدت الحكومة فعلا بإطلاق سراح الموقوفين؟ وحذر النائب من أن الحكومة إن كانت فعلت ذلك فهذا مؤشر خطير لأنه يخفي مسا باستقلالية القضاء وطالب بإحالة ملف تعذيب نقابيي مستشفى الهادي شاكر على القضاء لأنه من غير المقبول بعد الثورة ان يتواصل التعذيب. وتساءل عن قيمة الاضرار التي لحقت بالغابات وهل كانت الحرائق عفوية ام لها صبغة اجرامية. تحسين المساكن وتساءل النائب نزار المخلوفي عن مآل المشاريع التنموية بالقيروان وذكر أن الحكومة وعدت بتمتيع عائلات فقيرة بالمنح لكنها لم تفعل ولاحظ أن منح تحسين المساكن غير كافية ودعا للترفيع فيها او التخلي عنها نهائيا واستنكر التأخير في الاعلان عن المناظرات في الوظيفة العمومية. وبين النائب وليد البناني أن القصرين مازالت في اسفل السلم وأن الحكومة تضيع الوقت على نفسها وعلى الشعب وهو من شأنه ارجاع اليأس وعدم الثقة في المستقبل.. ولاحظ ان المواطنين في كامل ولاية القصرين يستوون في التهميش وملوا الوعود. ولاحظت النائبة دليلة ببة أن تونس تعيش ازمة وراء ازمة وتساءلت ماذا فعلت الحكومة حيال هذه الازمات وتساءلت أي الرقابة للتصدي لغلاء المعيشة. ودعت لمصارحة الشعب بالعراقيل التي تعيق الحكومة وتساءلت عن المسؤول عن انقطاع الماء والكهرباء. واستعرض النائب عبد القادر خميس جميع المشاكل التي تتخبط فيها ولاية الكاف وتذمر من تردي مستوى التلاميذ ومن الوصاية المفروضة على جامعة الكاف ومن نقص المعدات بإذاعة الكاف التي بقيت مهمشة وفي غفلة مهينة لا ترتقي للطفرة الاعلامية. وكشف النائب فيصل الجدلاوي عن عدم احترام اجراءات الانتداب بالحضائر وعبر عن استغرابه لوجود 94 الف عامل في الحضائر لكن المدن غارقة في الفضلات المنزلية وشوارعها تفتقر للتنوير العمومي ودعا لمراجعة هذه المنظومة واصلاحها في اقرب وقت وحذر من تضاعف عدد العاملين بهذا القطاع المهمش وطالب النائب ضمير المناعي بالإسراع في استكمال المعهد النموذجي بجندوبة. ودعت النائبة بية الجوّادي وزير الداخلية أعوان الامن بتجنب العنف تجاه المتظاهرين في سيدي بوزيد والتعامل معهم برصانة. ردود وفي ردوده على تساؤلات النواب تحدث محمد بن سالم وزير الفلاحة عن مشكلة غلاء الاعلاف وعن لجنة بصدد تدارس ملف الترفيع في سعر الحليب أن هناك احتمالا في تغيير سعر البيض وبخصوص الطاعون ذكر أن المرض انحصر في 55 شاة على 57 مليون رأس غنم في تونس، وفسر بإطناب أسباب الأزمة المائية. وبين المنصف بن سالم وزير التعليم العالي أنه تقرر إنهاء كل تفاصيل العودة الجامعية من توجيه جامعي وسكن وانتداب قبل 31 أوت، وبشأن الأساتذة المحاضرين بين أن الوزارة ستنظر بجدية في وضعياتهم مؤكدا أن الجامعات في الجهات الداخلية تعاني من نقص فادح في الأساتذة من صنف "أ" وتحدث عن تكوين مجلس لإصلاح التعليم، وعن سؤال توجه به النائب صالح شعيب حول إصلاح منظومة البحث العلمي بين أن هناك برنامجا في الغرض. وذكر إلياس الفخفاخ وزير السياحة أن السياحة رغم العوائق عادت نسبيا للسوق واقتربت من المعدل الذي كانت عليه سنة 2010 وقارب عدد السياح إلى حد الآن 3300000 سائحا. وكشف الوزير أن السياح يتذمرون من كثرة الأوساخ في الشوراع ورداءة الخدمات بالمطارات، ويجري العمل حاليا على إعداد قانون للسياحة البديلة. وبين عبد اللطيف عبيد وزير التربية أن الوزارة شرعت في تفعيل قانون الانتداب في الوظيفة العمومية لكن قائمة جرحى الثورة لم تصلها بعد، وحمّل الحكومة المسؤولية، ونفى وجود تلاعب بحركات النقل حظ ذلك عليه الاعلام بوجوده. وأوضح جمال الدين الغربي وزير التنمية الجهوية والتخطيط أن عدد المشاريع المسجلة خلال سنة 2012 بلغ 5055 وأن هناك مشاريع متعطلة لأنها تواجه صعوبات ناجمة عن اشكاليات عقارية وفنية وتحويل الصبغة إضافة إلى الاشكاليات الادارية.. واعترف عبد اللطيف المكي وزير الصحة العمومية أن المنظومة الصحية تئن اذ توجد 2085 مؤسسة وكلها منقوصة من الاطباء والتجهيزات بما فيها المستشفيات الجامعية كما تحدث عن سلبيات نقص طب الاختصاص.