المراسل-راجت في الأيام القليلة الماضية أنباء عن سيطرة المسلحين في سوريا على أحياء من العاصمة دمشق و عن قرب السيطرة على قلب عاصمة الأمويين، و قد تزامنت هذه الأخبار مع أنباء عن انشقاق شخصية قيادية عن الحرس الجمهوري السوري..الكل تنبأ بحلول ساعة الصفر لكنها لم تأتي...لماذا؟ ما تبين فيما بعد هو أن التغطية الإعلامية لهذا الحدث كان مبالغ فيها بعض الشيئ و ما كان يحصل على الميدان هو مناوشات بين الجيش النظامي و مجموعات متفرقة و غير منظمة اكتفت بالضواحي و لم تجرؤ على التوغل وسط العاصمة خشية مواجهة نخبة الجيش السوري و الحرس الجمهوري...لكن لماذا لم تنجح المبالغة الإعلامية في العصف بنظام الأسد كما فعلت مع نظام القذافي؟ الواضح هو أن النظام السوري استعد للحرب الإعلامية استعداده للحرب السياسية و الميدانية كذلك. ورغم تليقيه لضربات إعلامية عديدة على غرار الأخيرة إلا أنه دائما ما يتجاوزها من خلال وسائل الإعلام الخاصة به التي دائما ما تتنقل إلى أماكن الأحداث الدامية أو من خلال ماكينات إعلامية روسية و إرانية و صينية ناطقة بألسن العالم و تبث في أمريكا اللاتنية و الشرق الأوسط و 0سيا و أروبا و شمالي إفريقيا و أمريكا..لكن إلى متى ستصمد هذه الماكينة الإعلامية؟ رغم صموده الإعلامي فإن نظام الأسد يبدوا خاسرا للحرب الإعلامية في ضل و وجود السي آن آن و الجزيرة التي يراها أغلب العرب "لسان الحقيقة" و كأن كلامها وحي من السماء في الجهة الأخرى من المواجهة، و في ضل القوة المالية للقناتين و ماتبعهما و لعل الصمود الإعلامي للنظام هو نتاج لصمود ميداني لا يبدو أنه سيتواصل للأبد..هكذا، يكون ما أريد قوله جليا: الأسد لا يملك جيوش أمريكا و لا إعلام الخليج، لكن ما يميز نظامه كنظام عربي في حالة حرب وجودية هو التكامل بين الإعلامي و العسكري و السياسي، بغض النظر عما إذا كان يواجه ثورة أو إجتياح خارجي عكس القذافي الذي إعتنى بالجانب العسكري على حساب الجانبين السياسي و الإعلامي مما جعله يعيش عزلة دولية مبكرة في الحرب، وصدام حسين الذي اكتفى بالحرب السياسية و العسكرية و لم تنفعه قومية الجزيرة آنذاك لربح الحرب... التفجير الذي حصل اليوم يحيلنا إلى معطى 0خر قد يعجل برحيل نظام البغث ألا وهو المعطى الإستخباراتي الذي تبدو سورية محبطة فيه، فالجلي هو أن من يقفون وراء مقتل وزير الدفاع السوري اليوم هم من الحرس المكلف بحماية المسؤولين الأمنيين و هو ما يدل على عملية إستخبارية نوعية لإختراق نخبة الجيش و الحرس الجمهوري السوريين...العملية تدل كذلك على تخبط كبير في صفوف معارضي الأسد في الداخل و الخارج حيث تم مباشرة المرور من ساعة الصفر المبرمجة في نهاية الأسبوع الماضي إلى عملية اليوم...في ذلك دليل على الإصرار على إسقاط النظام في أقرب الأوقات..ساعة الصفر تقترب و المعركة ستحسم خارج الميدان...