المراسل: لندن 'القدس العربي': اذا كانت الصين ابهرت العالم بسبّاحتها الذهبية يي شوين ذات الستة عشر ربيعا التي حطمت كل الارقام القياسية في اليوم الاول للالعاب الاولمبية المقامة في لندن، واذا كانت دول لا يعرف كثيرون موقعها (مولدوفيا- اوزبكستان كازاخستان)، او تعاني المجاعة والعزلة (كوريا الشمالية) حجزت موقعا مبكرا في قائمة الميداليات الاولمبية، فإن البلاد العربية اختارت على ما يبدو ان تسجل حضورها حتى الان بأسلوب مختلف، اذ تحدثت صحف بريطانية عن اتهام اعضاء في بعثات عدة دول بينها السعودية واعتقال بعضهم بتهمة بيع تذاكر الالعاب الاولمبية في السوق السوداء. وذكرت صحيفة 'الميل' البريطانية أن بعثات بعض الدول قامت ببيع آلاف من التذاكر في السوق السوداء بأضعاف سعرها الرسمي، وهي التي كانت مخصصة للبيع بالسعر الرسمي على الراغبين من مواطني تلك الدول في حضور مباريات منتخباتهم. وأضافت الصحيفة أن السلطات البريطانية قبضت على ممثلين من بعثات السعودية والصين وصربيا ولتوانيا واليونان كانوا يحاولون بيع التذاكر المخصصة لمواطني دولهم في السوق السوداء، على حد قول الصحيفة. وأضافت أن السلطات قبضت على أشخاص كانوا يبيعون تذاكر الافتتاح ونهائي سباق 100 متر. وحسب تقارير اعلامية فإنها ليست المرة الاولى التي تتورط فيها الاجهزة الرياضية في السعودية في قضية السوق السوداء للتذاكر، اذ قام الاتحاد السعودي لكرة القدم ببيع تذاكر كانت مخصصة للجمهور السعودي في مباريات كأس العالم بألمانيا عام 2006 الى سماسرة في اوروبا لبيعها بالسوق السوداء. وتأتي هذه الفضيحة وسط اجواء من الاحباط الشديد بين راغبي حضور الالعاب بسبب عدم توافر التذاكر في الموقع الرسمي للجنة الاولمبية على الانترنت، بينما تبدو الملاعب في كثير من الاحيان نصف خالية من الجمهور، ما اضطر السلطات البريطانية الى استدعاء جنود من الجيش والدفع بهم الى حضور المسابقات تفاديا للاثر السيىء لصور المقاعد الخالية. واعلن وزير الرياضة البريطاني ان الحكومة قررت فتح تحقيق مستقل للكشف عن اسباب هذه المشكلة التي اصبحت تخيم على الالعاب، بعد ان اثار حفل الافتتاح المبهر تفاؤلا واسعا بنجاح كبير للاولمبياد. وطالب الاف المشجعين المحبطين من شحّ التذاكر بإعادة بيع الكميات التي خصصت للدول المتورطة في فضيحة السوق السوداء، بينما تعهدت اللجنة الاولمبية الدولية بفرض عقوبات قاسية على اي دولة يثبت تورطها في الفضيحة. ويبدو ان الانباء عن التورط السعودي في قضية التذاكر قد يغطي على الاثار الايجابية التي صاحبت الاعلان عن مشاركة امرأتين سعوديتين في الالعاب الاولمبية هما سارة عطار في الجري ووجدان علي في الجودو، وكذلك مشاركة عدة نساء في البعثة الادارية. وكان الرئيس العام لرعاية الشباب في السعودية الأمير نواف بن فيصل أقر بأن الموافقة على مشاركة السعودية بلاعبات لاول مرة في أولمبياد لندن جاءت بعد الحاح اللجنة الاولمبية وتهديداتها بفرض عقوبات، وان المشاركة جاءت ضمن شروط محددة. وأضاف أن أول هذه الشروط 'ارتداء اللاعبة زيا شرعيا مناسبا' و'موافقة ولي أمر اللاعبة وحضوره معها' و'عدم وجود اختلاط بالرجال في اللعبة' كما يتعين على اللاعبة وولي أمرها 'التعهد' بعدم الإخلال بالشروط. واهتمت وسائل الاعلام بزي اللاعبتين السعوديتين الذي لاحظت انه يلتزم بتغطية الجسم بالكامل ماعدا الوجه واليدين، كما شاركت لاعبات محجبات من مصر في عدة رياضات بينها التجديف والمبارزة بالسيف. وحتى مساء امس تصدرت الصين قائمة النتائج الاولمبية، بعشر ميداليات، تلتها الولاياتالمتحدة بسبع، فإيطاليا بست وكوريا الجنوبية بخمس ميداليات. ولم تظهر اي بشائر لحضورعربي في القائمة التي ضمت واحدا وعشرين بلدا بعد يومين من بدء المسابقات. واثار الفريق المصري لكرة القدم احباطا كبيرا بعد تعادله مع نيوزيلندا رغم انه كان الفريق الافضل في المباراة، واضاع مهاجموه العديد من الفرص السهلة للتهديف. وقد تمنع هذه النتيجة الفريق المصري من التأهب لدور الثمانية، حسب نتيجة مباراته المقبلة مع روسياالبيضاء المقررة الاربعاء المقبل. وكان الفريق اثار امالا بعد ادائه امام البرازيل في اولى مبارياته والتي انتهت بهزيمته بثلاثة اهداف لهدفين. ومع الامال المعلقة على العداء هشام كروج (المغرب) ولاعب الجودو هشام مصباح (مصر) او بطل جديد، سيبقى العرب في خانة الانتظار حتى اشعار آخر.