طالبت مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس بالإفراج عن كوميدي قضت محكمة في ضاحية بنعروس، جنوب العاصمة التونسية بسجنه لمدة عام وتغريمه 1000 دينار (ما يعادل 800 دولار) بتهمة حيازة مادة مخدّرة. كما فتح ضدّه تحقيق جنائي بتهمة تزييف عملة أجنبية وترويجها، قد تصل عقوبتها إلى عشرين عاما سجنا. وقالت المنظمات في بيان مشترك لها في (14/2)، إنّها تعتقد أنّ السبب الحقيقي وراء حبس الممثل الكوميدي الهادي بن عمر (المعروف باسم ولد باب الله) هو قيامه بالسخرية من رئيس الدولة. وأنّ الهادي بن عمر "كان مستهدفا من قبل البوليس وتم تلفيق تهمة الاتجار في المخدرات و العملة المزيفة عقابا له". وكان الكوميدي المعروف في تونس قد قام مؤخرا في حفلة خاصّة في مدينة صفاقس (جنوب البلاد) بتقليد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. وراج تسجيل صوتي لعرضه بشكل واسع بين التونسيين عبر الهواتف المحمولة. كما ينشر موقع تونسي معارض على شبكة الإنترنيت يوميا رابطا للاستماع إلى التسجيل المذكور ويدوم 30 دقيقة. وهو التسجيل الثاني الذي يروج بين الناس. وبحسب بيان أصدره المرصد التونسي لحرية الصحافة والنشر والإبداع في التاسع من الشهر الجاري فإنّ الفنان كان قد أوقف في منطقة الأمن ببوشوشة بتونس العاصمة بعد التفطن إلى التسجيل الأوّل في الفترة بين 9 و11 مارس/ آذار 2007، وتمّ الاعتداء عليه بالعنف الشديد، ممّا دفعه إلى رفع قضية عدلية ضد أعوان الشرطة بقيت دون مآل. وقال رئيس مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس روهان جاياسكيرا "يبدو أنها قضية أخرى ملفقة ضد من تجرؤوا بالتحدث ضد الرئيس". بينما قالت الناشطة سهام بن سدرين الموقّعة على بيان المرصد التونسي إنّه "جرت العادة في تونس أن تقوم السلطات بتوجيه الإدانة لمعارضيها لا على الأفعال الحقيقية التي تضيق بها، بل تنسب إليهم جرائم مخلّة بالشرف، وهو ما وقع مع المحامي محمد عبّو سنة 2005، والذي اتّهم بالاعتداء بالعنف على زميلته. وآخر حالة هي محاكمة الصحفي سليم بوخذير في نوفمبر /تشرين ثاني 2007 من أجل "الاعتداء على الأخلاق الحميدة". وقد حث بيان المنظمات الدولية السلطات التونسية على "إعادة النظر في القضية ودفع تهمة الاتجار في المخدرات عند نظرها في محكمة الاستئناف، وأن تبرئ ولد باب الله من تهمة الاتجار في العملة بناء على أنّ هناك شكوك قوية في مصداقية الأدلة على هذه الاتهامات"، وكان ولد باب الله قد أنكر بشدة أمام القضاء علمه بالمخدرات والنقود المزيفة وصرّح بأنّ هذه الأدلة ملفقة. ودعا بيان المنظمات الدولية الممثلين الكوميديين في دول أخرى مثل فرنسا والجزائر وكندا ممن شاركوا في "أسبوع الضحك" الذي أقيم أخيرا في تونس من 26كانون ثاني (يناير) إلى 2 فبراير/ شباط الجاري بأن "يتخذوا موقفا في الدفاع عن حق ولد باب الله في حرية التعبير و حقه في انتقاد القوى السياسية". من جهة أخرى علمت "قدس برس" أن السلطات التونسية رحّلت في الثاني من الشهر الجاري الكوميدي الجزائري "بعزيز" الذي شارك في مهرجان الضحك المذكور وقدم عرضا متميّزا في المسرح البلدي بالعاصمة، أثار اهتمام مئات الحاضرين. وكان من المفترض أن يقوم بعرضين يومي 2و3 من نفس الشهر بمسرح التياترو بالعاصمة. ورجّحت مصادر أنّ السلطات استاءت من العرض الذي قدمه، لا سيما وأنه معروف بانتقاداته وسخريته اللاذعة لكثير من المظاهر السياسية والاجتماعية. وتتألف مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس التابعة للشبكة الدولية لتبادل معلومات حرية التعبير "آيفكس" من منظمات عربية وأوروبية وأمريكية، منها الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان (مصر) ومنظمة المادة 19(بريطانيا) والمنظمة المصرية لحقوق الإنسان وآندكس على الرقابة (بريطانيا) والاتحاد الدولي للصحفيين والجمعية الدولية للناشرين ومنظمة بن النرويجية (PEN) والجمعية العالمية للصحف (فرنسا).