أفرجت السلطات التونسية عن الفنان الكوميدي التونسي الهادي ولد باب الله، بعد مضي شهرين من سجنه. وكانت النيابة العامة وجهت له تهمة حيازة مخدرات وصدر في شأنه حكم بالسجن لمدة عام كامل وتغريمه ب1000 دينار (ما يعادل 800 دولار)، وتم تأييد الحكم في محكمة الاستئناف بالعاصمة. التونسيون تناقلوا تسجيلا صوتيا ساخرا له بشكل واسع ونقلت وكالة أنباء "قدس برس" من مصدر قضائي أنّه صدر قرار بالإفراج عنه بمقتضى سراح مشروط بمناسبة احتفال تونس بعيد الاستقلال نهاية الأسبوع المنقضي. وكان تم إيقاف الكوميدي المذكور في 14يناير/كانون الثاني الماضي عند نقطة تفتيش على الطريق السريعة من قبل دورية أمن، وتم احتجاز السيارة التي كان يمتطيها. وفي وقت لاحق ادعت الشرطة أنّها عثرت في تلك السيارة على قطعة مخدرات، وأحالته على المحكمة. وقد أنكر الفنان الهادي بن عمر عند مثوله أمام القضاء علاقته بتلك المادة المحجوزة، واعتبرها عملية كيدية ضدّه. وبعد أيام من حبسه فتح ضدّه تحقيق جنائي بتهمة تزييف عملة أجنبية وترويجها، تصل عقوبتها إلى عشرين عاما، ولكن وقع حفظ هذه القضية فيما بعد. وكان ائتلاف عن 18 منظمة دولية يعرف باسم "مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس"، قد رجّح في بيان مشترك صدر في 14فبراير/شباط أن الدافع الحقيقي وراء حبس الممثل الكوميدي الهادي بن عمر (المعروف باسم ولد باب الله)، هو قيامه بالسخرية من رئيس الدولة. وأنّ الهادي بن عمر "كان مستهدفا من قبل البوليس، وتم تلفيق تهمة الاتجار في المخدرات عقابا له". وكان الكوميدي المعروف في تونس قد قام نهاية العام المنقضي في حفلة خاصّة في مدينة صفاقس (جنوب البلاد) بتقليد الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في عدة مواقف ساخرة. وراج تسجيل صوتي لعرضه يدوم 30 دقيقة بشكل واسع بين التونسيين عبر الهواتف المحمولة. وهو ثاني تسجيل صوتي لهذا الفنان يقلد فيه الرئيس بن علي بشكل ساخر. وكان المرصد التونسي لحرية الصحافة والنشر والإبداع قد أدان إيقاف الفنان بن عمر، وذكر أنّه "جرت العادة في تونس أن تقوم السلطات بتوجيه الإدانة لمعارضيها لا على الأفعال الحقيقية التي تضيق بها، بل تنسب إليهم جرائم مخلّة بالشرف، وهو ما وقع مع المحامي محمد عبّو (آذار/مارس 2005)، الذي اتّهم بالاعتداء بالعنف على زميلته. ومحاكمة مراسل "العربية.نت" سليم بوخذير (كانون أول/ديسمبر 2007) من أجل "الاعتداء على الأخلاق الحميدة".