يعتبر تأسيس قناة فضائية خاصة في تونس في حد ذاته إنجازا تاريخيا في المشهد الإعلامي المرئي الوطني خاصة بعد سيطرة الإعلام الرسمي العمومي لمدة تجاوزت الثلاث عقود من الزمن منذ الاستقلال هذا إلى جانب أنه لا يختلف إثنان في حجم الإضافة الذي قدمتها قناة حنبعل للساحة الإعلامية في تونس ولعل أولها العمل على مبدأ تقديم رؤية خاصة ومختلفة عن الإعلام الرسمي وهو ما يمكن أن نتبينه من خلال ما قدمته هذه القناة في فترة قصيرة لم تتجاوز الثلاث سنوات من إثراء للمشهد الإعلامي وما حازته من قاعدة جماهيرية ومن حجم متابعة خاصة في بعض البرامج التي تهتم بالشأن الوطني سواء الإجتماعي أو الثقافي أو الرياضي وخاصة في هذا الشأن الأخير حيث أن الجرعة الزائدة في حجم التعاطي مع بعض الملفات الرياضية ومتابعتها هوأمر غير مألوف في جهازنا الإعلامي المرئي العمومي وهو ما نفض الغبار عن الكثير من المظاهر والظواهر التي ظلت إلى وقت قصير بمثابة الخطوط الحمراء التي لم يجرأ أحد على تجاوزها... هذا إلى جانب بعض الجرأة في التعاطي مع الكثير من الموضوعات الإجتماعية والثقافية المهتمة بالمشهد الوطني مما يجعل المواطن البسيط يجد نفسه في مثل هذه البرامج بالحديث والغوص في مشاكله ومشاغله اليومية... ولعل مصادر قوة هذه القناة في بعض توجهاتها وخاصة في فريقها العامل الذي يعتمد على طاقات شابة وطموحة برغم محدودية الإمكانيات قادرة على المنافسة سواء في محيطنا الوطني مع القنوات العمومية أو على المستوى العربي خاصة وأن بعض البرامج خاصة منها الرياضية أصبحت تحظى بنسبة مشاهدة عربية محترمة... وبهذا فإن قناة حنبعل وهي تحتفل بعيد ميلادها الثالث تكون قد أسست لواقع إعلامي جديد في تونس وحققت الكثير في فترة زمنية ة يمكن اعتبارها فترة قصيرة نسبيا... لكن الأهم يبقى دوما في الاستمرارية وخاصة في تقديم الأفضل والإقتراب أكثر من المواطن المشاهد هذا دون السقوط في فخ السطحية في التعامل مع المشاهد هذا إلى جانب ضرورة التعويل على مبدئي الموضوعية والشفافية وتقديم مادة إعلامية محترمة للمحافظة على مشاهد له من المغريات الكثير لما يتوفر له من فضائيات تعد بالمئات. سفينة صحيفة الوحدة التونسية-