حمّلت الحكومة الفلسطينية المُقالة برئاسة إسماعيل هنية جهاز الاستخبارات العامة ورئيسه اللواء توفيق الطيراوي المسؤولية عن وفاة الإمام مجد البرغوثي من حركة «حماس» الذي توفي الجمعة في سجن للاستخبارات، والذي شارك آلاف في تشييعه أمس في الضفة الغربية مرددين هتافات ضد الرئيس محمود عباس تدعو إلى الانتقام. وحمل المشيعون جثمان البرغوثي إلى مثواه الأخير في قرية كوبر شمال الضفة. وفرق رجال الأمن مسيرة سلمية انطلقت من ميدان المنارة في وسط رام الله كانت تنوي التوجه إلى مقر الرئيس عباس في المقاطعة. وقالت مصادر فلسطينية ل«الحياة» إن رجال الأمن فرقوا التظاهرة واعتقلوا عدداً من المشاركين فيها. ولف جثمان البرغوثي براية «حماس»، فيما أطلق المشيعون هتافات ضد عباس ورئيس الوزراء سلام فياض والطيراوي. وهتفوا وهم يرفعون جثمان البرغوثي: «الانتقام، الانتقام، يا كتائب القسام» و «يا طيراوي يا جبان يا عميل الأميركان»، كما ردد المشيعون العبارات عينها ضد رئيس الوزراء. وهي المرة الأولى التي يطلق فيها أنصار «حماس» في الضفة هتافات ضد مسؤولين في السلطة منذ أن سيطرت الحركة على قطاع غزة في منتصف حزيران (يونيو) الماضي، حتى أن بعض المشيعين رددوا هتافات مؤيدة للقوة التنفيذية التابعة ل «حماس». وأعلن محمد البرغوثي، الوزير السابق عن «حماس»، أمام المشيعين أنه عاين جثة المتوفى، وقال: «لقد شاهدت آثار التعذيب التي لا لبس فيها على جسده». وفي مسعى لاحتواء الموقف، التقى عباس أول من أمس في مكتبه في رام الله نائب رئيس الوزراء السابق في حكومة «حماس» ناصر الدين الشاعر ووزير العدل السابق علي السرطاوي. وتناول الاجتماع وفاة البرغوثي. لكن الناطق باسم الحكومة المقالة طاهر النونو قال في مؤتمر صحافي إن الطيراوي «مطلوب للعدالة»، مشيراً الى تورطه في الوفاة. وأضاف أن «الجرائم التي تمارسها أجهزة الانقلاب في الضفة الغربية لها هدف واحد هو القضاء على المقاومة (...) وسيلقى مرتكبوها الجزاء العادل وفق القانون عاجلاً او آجلاً».