أعلن «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» في بيان، أمس، أنه يحتجز سائحين نمسويين خطفهما في تونس في 22 شباط (فبراير) الماضي، في تحوّل نوعي في عمله. إذ أنها المرة الأولى التي يستهدف فيها سياحاً أجانب في عملية خطف بدل اللجوء الى قتلهم أو محاولة قتلهم. وأعلنت الحكومة التونسية مساء شنّ عمليات واسعة جواً وبحراً بحثاً عن السائحين، لكنها لفتت إلى أن ليس لديها أي دليل يفيد أنهما ما زالا في الأراضي التونسية. وجاء في بيان أصدره التنظيم ووزع على مواقع «جهادية» على شبكة الانترنت أن «سريّة من المجاهدين» تمكنت من «التوغل في عمق تراب الدولة التونسية» وخطفت السائحين وولفغانغ ابنر (يعمل مستشاراً) واندريا كلويبر (تعمل ممرضة) يوم الجمعة 22 الشهر الماضي، وأكد أنهما «في صحة جيدة، ويعاملان معاملة حسنة وفق تعاليم الشريعة الإسلامية». وتابع: «نعلن لدولة النمسا أن أي تحرك عسكري من طرف الدولة الجزائرية المرتدة لتحرير المختطفين سيعرض حياتهما للخطر»، ما يفهم منه أنهما محتجزان الآن داخل الأراضي الجزائرية. وزاد البيان أن «القاعدة» ستعلن لاحقاً «مطالب المجاهدين لإطلاق السائحين». وحذّر البيان السياح الغربيين الذين يزورون تونس «طلباً للاستمتاع في الوقت الذي يُنحر فيه إخواننا في غزّة من طرف اليهود بتواطئ من الدول الغربية»، من «أن يد المجاهدين قادرة على الوصول إليكم أينما كنتم في التراب التونسي، فاتعظوا». وهذه المرة الأولى التي تخطف فيها «القاعدة» في المغرب العربي أجانب وتقدّم مطالب لقاء الافراج عنهم. ونفّذ أفراد التنظيم أو الذين يحملون عموماً فكره أكثر من اعتداء ضد الأجانب في المنطقة المغاربية، وتحديداً في الجزائر وموريتانيا والمغرب، في السنوات الماضية. وكشفت أجهزة استخباراتية رصد محاولات ل «القاعدة» لخطف أجانب (فرنسيين تحديداً) في الجزائر العام الماضي، خصوصاً بعدما دعا الرجل الثاني في «القاعدة» الدكتور أيمن الظواهري الى تصعيد الهجمات ضد الأجانب. ورجّحت مصادر تونسية أن يكون السائحان النمسويان فقدا بعدما تاها في الصحراء الجنوبية القريبة من الأراضي الليبية والجزائرية، مستبعدة أن تكون جماعة مسلحة خطفتهما من داخل الأراضي التونسية. وتُسجل سنوياً حالات عدة يفقد خلالها السياح الغربيون الذين يركبون سيارات رباعية الدفع، السيطرة على الإتجاهات بسبب غياب علامات الطرق وتراكم الكثبان خصوصاً في أعقاب هبوب عواصف رملية. ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن السفير النمسوي في تونس يوهان فرويلتش قوله في مقابلة تلفزيونية إنه قابل مسؤولين في وزارة الخارجية التونسية أمس لكنه لا يستطيع تأكيد التقارير عن خطف السائحين. وقالت الحكومة النمسوية الأسبوع الماضي إن إثنين من مواطنيها مفقودان في تونس منذ منتصف شباط الماضي. وقالت الخارجية النموسية آنذاك ان السائحين من منطقة سالسبورغ ويبلغ الرجل 51 عاما والإمرأة ما بين 40 - 45 عاما. وقال مسؤولون إن الاتصال بهما فُقد بعدما أجريا اتصالاً من منطقة مطماطا في جنوبتونس، وكانا يقودان سيارة جيب تحمل لوحات نمسوية. ولم تُسجل في تونس عمليات خطف للسياح منذ التفجير الذي استهدف الكنيس اليهودي في جزيرة جربة (450 كيلومتراً جنوب العاصمة تونس) العام 2002 والذي نفذه التونسي - الكندي نزار نوار وأدى إلى مقتل 14 سائحا ألمانياً وأربعة فرنسيين وتونسيين بينهما منفذ العملية. وتبيّن لاحقاً أن العملية نُفّذت بالتنسيق مع القيادي في «القاعدة» في باكستان خالد الشيخ محمد المعتقل حالياً في غوانتانامو. وحدثت مناوشات مطلع العام الماضي بين قوات الأمن التونسية وجماعة مسلحة أطلقت على نفسها اسم «جُند أسد بن الفرات» في أعقاب اكتشاف مركز تدريب في جبل عين طبرنق جنوب العاصمة تونس أقامه زعيم الجماعة أسعد ساسي (وهو عنصر أمن استقال من عمله وتلقى تدريبات في معسكرات «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» - «القاعدة» حالياً - في الجزائر). وأسفرت الإشتباكات عن مقتل 12 عنصراً من الجماعة المسلحة بينهم ساسي ونائبه ربيع الباشا ووفاة ضابط في الجيش وشرطي متأثرين بجروحهما.