في لقاء نظمته اللجنة العربية لحقوق الإنسان في باريس يوم 22 مارس وضم نخبة من المناضلين الديمقراطيين والإسلاميين العرب قال الدكتور منصف المرزوقي أنه لم يبق مجالا للشك أن العائق الرئيسي ألأساسي امام تقدم العرب ووحدتهم هو نظامهم السياسي الاستبدادي المبني على رباعية الحكم الشخصي المؤبد والقمع البوليسي والفساد و وتزييف المؤسسات الديمقراطية. ما نبه له المرزوقي أن شعوبنا التي تتفكك اجتماعيا وأخلاقيا وتنهار مقدرتها الشرائية يوما بعد يوم لا يمكن أن تتحمل طويلا تبعات حكم غير راشد بل ويمكن وصفه بالحمق وحتى بالجنون . . ودعا المرزوقي الحاضرين للوعي أننا في سباق مع الزمان . إما أن تتهيكل القوى الديمقراطية والاسلامية المعتدلة في صلب جبهة تحرير وطني تقود مقاومة مدنية هدفها رحيل الدكتاتور ونهاية الدكتاتورية تستعمل كل تقنيات العصيان المدني السلمي من الاضرابات القطاعية والاحتجاجات المختلفة المتواصلة وصولا إلى الاضراب العام وتعمل على حث القوى داخل النظام على التفاوض من أجل نقلة سلمية حقيقية للديمقراطية ....أو فسح المجال للمقاومة المسلحة. أما الستراتجية التي اعتمدتها أغلب القوى السياسية المعتدلة في التعامل مع أنظمة ترفض كل إصلاح حقيقي وتصر على الغش والمناورة بجانب تواصل القمع فرهان خاسر البارحة واليوم وغدا. وسخر المرزوقي من الإصلاحات التي أعلن عنها الرئيس التونسي بن علي بخصوص فتح باب الترشح للرئاسيات وأكد أننا أمام تواصل المناورة وذر الرماد على العيون والامعان في نسق التزوير المفضوح كما سخر ممن يواصلون الحلم بتغيير من داخل منظومة الاستبداد وهم كمن يأملون شرب حليب الثور وقال المرزوقي أن تواصل التمسك بهذا الخيار العقيم والذي سيتضح اخفاقه يوما بعد يوم قد يؤدي إلى حسم الأمر لصالح المقاومة المسلحة وهو ما ينذر بدخول بلداننا في أتون حروب التي نراها في بعض أقطارنا مجرد بداية مسلسلها . فهناك اليوم أأربع قوى رئيسية تدفع للعنف : سياسة الأنظمة التي تعتبره مخرجا لازمتها ، الظرف الدولي ، تفاقم الازمات الاجتماعية واتضاح عجز القوى السياسية على فرض اصلاحات حقيقية وقال المرزوقي أن الواجب يحتم على الجميع التكاتف من أجل الستراتجية الوحيدة القادرة على إنقاذنا من هذا المصير الرهيب أي الإعلان الواضح على أن عدو الأمة هو نظامها السياسي قبل الاحتلال الأمريكي والإسرائيلي والتجمع ضده في صلب المقاومة المدنية وعدم إهدار الطاقة وتضييع الوقت في اللعب مع الغشاشين بقواعد يغيرونها طول الوقت وبهذا وحده يمكن سد الطريق أمام حل العنف الذي لن يزيد الطين إلا بلة.