ان من الأطراف الأساسية الملتزمة بتطبيق الحجر الصحي على قصرهلال،مدينة 2مارس1934،مدينة الحاج علي صوة،مدينة التألق والعطاء والشموخ منذ التأسيس،المدينة الكارهة للرداءة المفروضة بسلطة القانون،وزارة الثقافة وحماية التراث في مستواها المركزي من خلال مقاطعة الأستاذ محمد العزيز بن عاشور،وكبار المسؤولين بمن فيهم المدير العام للمعهد الوطني للتراث لمدينتنا،أو كذلك على المستوى الجهوي من خلال التزام مندوب ثقافة مدينة المنستير بهذا التوجه الاقصائي والمكرّس للتصحّر الثقافي ،وللتبديد التراثي والحضاري؟؟؟ واعتبرت شخصيا أن من حسن الصدف،ومن العلامات المميزة الداعمة لما كتبته عن المؤامرة الثقافية والتراثية ضد قصرهلال،وصول الخبر الذي أدرج منذ أيام عبر عديد مواقع الشبكة والذي كان له وقع الزلزال المدمّر من خلال صدور أمر بالرائد الرسمي يقضي ويعلن بكامل البساطة والشفافية موافقة أربعة وزراء تونسيين هم وزراء الثقافة والداخلية والتجهيز وأملاك الدولة على التفويت في جزء من المنتزه الأثري بقرطاج المعتبر والمرسّم تراثا عالميا من قبل منظمة اليونسكو ،ولفائدة أحد الباعثين العقاريين الخواص الشغوفين بهدم التراث؟؟؟ وبدعم هذا الخبر بما لم يعد يترك مجالا للشك،أو للنقاش ارتقاء وزارة الثقافة وحماية التراث التونسية الى وزارة ثانية للبيئة والتنمية المستديمة من خلال اعتماد تعددية المعايير في وضح النهار دون خوف أو وجل حتى من منظمة اليونسكو؟؟؟فوزارة البيئة أصبحت تستحق من خلال تلويثها للمحيط بمختلف مكوناته ،ماء وهواء وتربة،ومن خلال السماح بحرق الفواضل المنزلية في الهواء الطلق تسمية"وزارة التلوث المستديم وتثمين المصادر الآسنة والتنمية المستحيلة" لتعارض أي نوع من التنمية مع تشريع التلوث بكل مظاهره وتداعياته برغم تعدد وكالاتها المختصة ومخابرها الثابتة والمتنقلة،والبرامج والدواوين المستولية زورا على أموال المواطن،والمدعية حمايتها المديدة والرغيدة للمحيط المنتهك بامتياز وتميز ليلا ونهارا،ولعل"بركان مدينة لمطة"التونسية الساحلية مفخرة بلديتها التي يتولاها مدير جهوي للتعليم،والموجود على مقربة من متحفها الأثري خير مثال على ذلك؟؟؟ أما وزارة الثقافة وحماية التراث التي تشرّع التهميش الثقافي لمدينة في حجم مدينة قصرهلال،رائدة الاصلاح السياسي الثقافي والتربوي والجمعياتي فتكرّس بكل مسؤولية قتل الثقافة بتأبيد هيئة"الشعبة الثقافية" المسماة اصطلاحا ب"اللجنة الثقافية"معتمدة تدخل الكاتب العام لجامعة التجمع بقصرهلال،ومعتمد المدينة في تنصيب منتحلي الصفة الثقافية التي يوافق عليها بعد ذلك ودون حرج مندوب ثقافة مدينة المنستير اعترافا منه بضرورة الخضوع للسلطة الادارية جهويا ومحليا حتى في الميدان الثقافي؟؟؟ كما تلتزم مصالح الوزارة المركزية منها والجهوية وخاصة منها معهد التراث بمندوبياته أو تفقدياته ضمن منطقة الساحل،هذا المعهد الذي أصبح شاهد زور متميز على اغتيال وتدمير التراث الانساني من قرطاج الى قصرهلال،في صمت محيّر لأعيان المؤرخين والدارسين والأثريين خاصة منهم الأستاذ محمد حسين فنطر الذي يرتبط بكلتا المدينتين المنتهكتين،قرطاج بحثا وتنقيبا وتأليفا،وقصر هلال انتماء عائليا وارتباطا حضاريا؟؟؟ لقد أصبحت وزارة الثقافة وحماية التراث مع حلول شهر التراث لهذه السنة(18 أفريل-18 ماي2008) تستحق بعد اشرافها المباشر على التفويت في التراث بصمت كامل من منظمة اليونسكو التي يبدو بأن مديرها يعيّن برغم كونه ياباني الجنسية من وزير الثقافة التونسي،وباعتمادها الحصار والتهميش الثقافي والتدمير التراثي لمدينتنا،ومن الأكيد للعديد من المدن والحواضر التونسية الأخرى تستحق هي أيضاتسمية "وزارة اغتيال الثقافة وتبديد التراث بسلطة القانون والرائد الرسمي"