انطلقت الخميس بمدينة توزر الصحراوية جنوبتونس الدورة الاولى لمهرجان توزر الدولي للموسيقى التي تحتفي لمدة اربعة ايام بالتراث الافريقي والشرقي المهدد بالاندثار. ويقدم المهرجان الذي تنظمه بلدية توزر بالتعاون مع وزارة السياحة التونسية في واحة توزر الواقعة على بعد 370 كيلومترا جنوب غربي العاصمة التونسية عروضا موسيقية صوفية وشعبية لفنانين من تونس ومصر والهند وايران والنيجر ومالي وغينيا ونيجيريا. كما يهتم المهرجان بفن الحكواتي "لعراقة التقاليد الشفوية في المنطقة العربية والافريقية"، حسبما اعلن المنظمون. وشهد حفل افتتاح المهرجان عرضا راقصا للفرقة المصرية "عازفو النيل" التي تعد من اقدم الفرق الشعبية المصرية. وقدمت الفرقة التي تأسست منذ اكثر من ثلاثين عاما اغان مستوحاة من تراث منطقة الاقصر والقرى المحاذية لها تروي الحياة اليومية على ضفاف النيل باسلوب شعري بسيط. واستمتع الجمهور الحاضر بما قدمته هذه الفرقة من اغان وتمايل على انغام الموسيقى الشعبية الصعيدية منتشيا بالرقصات الفلكلورية التى قدمتها الفرقة باستعمال العصي. واوضح الان ايبار المدير الفني للمهرجان للصحافيين بان "هذه التظاهرة الفريدة من نوعها تشكل فرصة للتعريف بالمخزون الثقافي الافريقي والشرقي المهدد بالاندثار ومحاولة لرد الاعتبار له وتشجيع المهتمين به على مواصلة الابداع". ومن ابرز المشاركين في المهرجان الى جانب "عازفو النيل"، فرقة "الاناشيد الصوفية للشيخ طه" من مصر والفنان الشعبي التونسي هادي حبوبة والصوفي منير طرودي. ومن السنغال الفنان اسماعيل لو ومجموعة "أغانى الطوارق" من مالي. ويشمل البرنامج كذلك عرضا موسيقيا فارسيا من ايران ولوحات للرقص الشعبي وفنون السحر من الهند. وتقام على هامش المهرجان ندوة فكرية حول "متصوفة الاسلام.. الرقص والانشاد والايقاع". وقال فريد الفتني من الديوان التونسي للسياحة ان "اختيار شهر نيسان/ابريل لاقامة هذا المهرجان بتوزر بوابة الصحراء يرمي الى استقطاب عدد كبير من السياح ودعم السياحة الثقافية في هذه المنطقة التي شكلت في الماضي نقطة عبور للقوافل بين الشرق وافريقيا جنوب الصحراء". وتتحول الصحراء التونسية في مثل هذه الفترة من السنة من كل عام الى قبلة لالاف السياح الاوروبيين. ويمثل القطاع السياحي في تونس احد مصادر الدخل الرئيسية من العملة الصعبة ومورد رزق لسدس السكان البالغ عددهم اكثر من 10 ملايين نسمة. وصنف المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس في تقريره الاخير حول القدرة التنافسية للقطاع السياحي، تونس في المرتبة 39 من اصل 130 دولة.